مقالات وكتابات رأي

رسائل..أزعم أنها تستحق القراءة…!

رسائل..أزعم أنها تستحق القراءة…!

اخبار دوعن / كتب / سعيد حسن بادويلان



سيبدأ العام الدراسي الجديد بعد أيام، وقد سبقه العام الهجري الجديد 1444 بقليل،وكأنه يمهد الطريق للسائرين نحو النجاح..وأنا مازلت أنتظر الأعوام التي فيها يغاث الناس وفيها ينجحون..!
لذلك أحببت توجيه بعض الرسائل لعلها تجد من يقرأها بتمعن، أما أولئك الذين لا يقروؤن فيكفيهم ما هم فيه ..!

_إلى المعلمين والمعلمات…
أنتم صناع الأجيال،ومثلهم الأعلى…إبذلوا بسخاء واحتسبوا عند الله الأجر..!
كونوا خير قدوة ،واعلموا أن الطلاب إنما هم نتاج أفعالكم وأقوالكم..فإن صلحتم صلحوا وإن فسدتم فسدوا…!
المعلم الذي يأتي للدوام متأخراً لا يحدث طلابه عن أهمية الإلتزام..!
والمعلم الذي يقسو ويعاقب على أتفه الأشياء لا يلوم طالبه أن نزعت الرحمة من قلبه تجاه الآخرين..!
أياكم والعقاب بالضرب أو التعنيف أو الإساءة..فهذا لن يزيدهم إلا كرها للمدرسة لا حبا لها…
عتاب المعلم الفطن خير ألف مرة من ضربة عصا..!
والإعراض من المعلمة الصادقة كفيلة بجعل الطالبة تندم..!
كونوا معهم لا عليهم ..انتشلوهم من الجهل انتشالا ولو لم يلتزموا بوقت أو زي فتعليمهم بأوقات متأخرة وأزياء رديئة أفضل من تركهم يتخبطون في غياهب الجهل..!
حببوهم في المدرسة ولا تجعلوهم يأخذونها إلى منازلهم لتقييد حرياتهم…
في عام 1950 ابتكر المعلم الإيطالي “روبيروتو نيفلز” الواجبات المنزلية كعقاب لطلابه ،ولا زال معلمونا يعاقبون الطلاب بلا سبب واضح..!
إذا كان ثلث اليوم الذي يقضيه الطالب في المدرسة غير كافي لتعليمه ما نريد فهذا يدل على أن مناهج تعليمنا فاشلة..
حاولوا تعليمهم ما ينفعهم وساعدوهم على القراءة والإطلاع .. واحذروا من الإمتحانات التعجيزية فإنها لا تعلم ولا تغني من جهل ..!
إختاروا مفرداتكم بعناية..فرب كلمة صنعت ناجحاً ورب أخرى قتلت حلما..
البخاري سمع شيخا يقول لطلابه: من ينشط منكم لجمع الحديث ..فشحذت تلك العبارة همته ..فأتانا بصحيح البخاري..!
والشافعي قال له شيخه أنت مبدع في الشعر فأين أنت من الفقه ؟ فوقع ذلك في قلبه فظهر لنا الإمام القرشي ..!
المعلمة تبث في الطالبات شغف العلم وتذكرهن مراراً بأنهن شقائق الرجال..وأن هذه الأمة لن تنهض بدونهن .. وتحكي لهن عن الفقيهه عائشة بنت أبو بكر والمحدثات ، وعند الشاعرة الخنساء،وعن المخترعة سيرين حمشو ، وعن الكاتبة حنان لاشين..!
بثوا الأمل وإن شعرتم يوماً بإحباط كونوا كالصادقين الفاقدين للشيء وما زالوا يعطوه..
الطلاب بذور في تربتكم فأحسنوا الزرع ..كونوا لهم آباء وأمهات وإخوان وأصدقاء قبل أن تكونوا معلمين..
وأيقنوا أنكم في ثغر مهم من ثغور الإسلام ..فبالله عليكم لا نؤتى من قبلكم أبداً…!

_إلى الآباء والأمهات …
أنتم المدرسة الأم ،ومنبع الحياة .. شكراً لإنجابكم عناصر ستكون مفيدة إذا تعلمت وتثقفت بإهتمامكم..
و سامحكم الله إن أهملتم تعليمهم فلن يزيدونا إلا تخلفا ورجعية..!
علموا أولادكم ربوهم جيداً.. هناك أشياء لا يتعلمها الطفل في المدرسة لا بد من معرفتها من بيته..
أشعروهم بالأمان ..ناقشوهم في كل المواضيع ، هذا سيصنع منهم أشخاصاً لا يعرف الخجل لهم مسلكا..
والخجل لا يشبه الحياء إطلاقاً، فالأول مذموم والأخير محمود..!
قولوا لهم بأن تعلمهم وثقافتهم أهم عندكم من الدرجات ،وبأنكم ستحبونهم وإن فشلوا..!
حسسوهم بالإهتمام بزيارتهم والسؤال عنهم ..
إسالوهم عن جزء القرآن كما تسألوهم عن جدول الضرب..
حفظوهم طريق المساجد كما تحفظونهم أسئلة الإمتحان..
تذكروا الخليفة هارون الرشيد وهو يرسل ولديه الأمين والمأمون للأخذ عن الكسائي..!
وتذكرن أمهات الشافعي وابن حنبل و الجيلاني وصناعتهن لفقهائنا..!
إزرعوا فيهم البطولة كما زرعها والد صلاح الدين الأيوبي عندما لقيه يلعب مع الصبية فغضب وقال ما لهذا أنجبتك.. أنجبتك لتحرير الأقصى، فحمله وأسقطه فتألم من السقوط فقال له لم تبكي رد عليه بطلنا قائلاً: ما كان لمحرر الأقصى أن يبكي..!
وسيدي معاوية بن أبي سفيان عندما مر عليه أعرابي مشهود له بالفراسة ورأى بعض ذكائه فقال : ليسؤدن هذا الفتى قومه فردت عليه أم معاوية قائلة ثكلته أن لم يسودهم ويسود غيرهم..!
خلاصة..
أيها الأباء والأمهات لقد جسدتم العطاء بإنجابكم أولادكم ..فأجزلوا في العطاء بتعليمهم وتثقيفهم ..فكل خير منهم مرده إليكم…!

زر الذهاب إلى الأعلى