مقالات وكتابات رأي

التطوع وبناء الإنسان

اخبار دوعن / كتب/ابوبكر باعظيم

في بداياتي مع القراءة كنتُ استمع لبعض أشرطة من أحبهم من الكتاب وفي إحدى
المرات كنت استمع لأحد أشرطة الدكتور/جاسم المطوع وردد لأكثر من مرة مقوله:
(مُتعة العطاء أفضل من لذة الأخذ)
حينها لم اكن بذلك الوعي الذي يدرك ويفرق بين الأخذ والعطاء من ابعاده وبين
المتعه واللذة من حيث الشعور بهما كذلك لم يكن لي تلك الإسهامات المنظمة في
الجهود التطوعية أو بالأصح لم يكن في المجتمع الدوعني تلك الظاهرة الصحية
والتي تمثلت في إنشاء الكيانات التطوعية الكثيره والتي تحمل أهداف وروئ عديدة
يحملها الشباب الحماسي واضعا الآمال لتحقيقها بل كانت جهود فردية وترقى في
بعض الأحيان إلى جماعية ولكن لايطلق عليها “أعمال تطوعية” بل اعتاد المجتمع
على تسميتها “واجب مجتمعي”.

عندما نضجت رفقة أقراني ادركت حينها ماذا يُقصد بالأعمال التطوعية وزاد
اهتمامنا بها وشكلنا العديد من الكيانات التي مازالت تعمل في الساحه.

مُتعة العطاء التي لم اعيها صغيراً وادركتها كبيراً لم تكن مؤقته بل يستمر
مفعولها مااستمر الإنسان في تقديم تلك الجهود ويتعلم منها الإنسان الكثير
وتكون نقطة لإعادة تشكل حياته.

العطاء الذي يقدمه الشباب المتطوعين رغم قلته لشحة مواردهم المالية إلا أنه
يأتي محمل بالحب وبمشاعر جياشة راغبة في العطاء مهما كان شكله وأيا كانت صورته.

بالتطوع أدركت أن هناك أناس سعداء رغم قلة مايملكون وأن هناك اطفال يضحكون
ولايملكون من هذه الدنيا سواء إبتسامتهم.

علمني التطوع أن هناك فرق بين الإنسان والبشر فجميعنا بشر وهذه صفة جامعة ولكن
هناك من هو إنسان وهنا موضع التفريق فليس كل بشري إنسان بل كل إنسان بشري.

علمني التطوع أن كافة الجهود التي تبذل إذا لم تكن خالصة لله فليس هناك داعٍ
لتقديمها لإنها ستضيف إليك تعباً ومشقه والفطِن الذي يدرك خيري الدنيا والآخرة.

علمني التطوع أن الشباب هم المحرك الرئيسي للمجتمع وتفهمت حينها لماذا تسعى
دول كثيرة (عربية وغربية) إلى إبعاد دور الشباب وشغلهم بالملهيات لينصرفوا عن
قضيتهم الكبرى.

علمني التطوع أن من أراد أن يبني نفسه فليتخذ من طريق التطوع سبيلاً لذلك وسوف
يرى الطريق يمهد أمامه.

إلى من لم يذق طعم التطوع بعد لماذا تنتظر! فالتطوع لايفرق بين لون أو جنس أو
عمر بل بالجهد المبذول والإحسان في الجهود فلا تترك الفرصة تفوت وانظر الى
مايحتاجه مجتمعك وقم بأخذ “زمام المبادرة ” فالمجتمع في حاجة ماسة إليك فلا
تتأخر…….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى