اللغة العربية .. إندثار ثقافة عريقة تحت ظلال ثقافات أخرى .

لكل شعب حضارة، ولكل حضارة ثقافة، ومما لاشك فيه أن تلك الحضارات قد ظل عبقها مرسوماً على مر الأزمان العابرة …
حين تتشتت الأفكار، ويمضي العقل في غياهيب الماضي يستذكر نيفاً من الحضارات التي لم يلملم التاريخ أشلاءها، عندئذٍ يتوقف بنا الزمن برهة ليرينا تلك اللوحة التي رسمتها أنامل من نحن أحفادهم، تلك اللوحة التي طالما تم التعديل عليها مرة بعد أخرى وفترة بعد أخرى ،تلك اللوحة التي حفظت برعاية رب الأرباب، تلك اللوحة رسمت منها لوحات أخرى،
إنها (اللغة العربية).
هذه اللغة التي شوهت على مدى التاريخ وإتهُمت بالتخلف والجهل وعدم مواكبة أبجديتها للتطور .
هذه اللغة التي انشقت منها عشرات اللهجات الأخرى وأدخلت عليها مفردات جديدة لا تمل لها بأي صلة .
هذه اللغة التي لولا القرآن الكريم والسنة النبوية لكانت مدفونة في مزبلة التاريخ .
وإن ما نراه اليوم من ركاكة في أساليب الكلام عند العرب أو ما يطلق عليها (اللهجة العامية)_بكافة أنواعها واشكالها_لا تعتبر إلا بركاناً لا يلبث أن ينفجر، ليحمل معه لغة جديدة مفعمة بالكلمات البسيطة الدخيلة وليهدم ما تبقى من آثار وأطلال للغة العربية الأصيلة .
_قد يعتقد البعض أن هذا الكلام سابق لأوانه لكن الأيام سوف تثبت العكس_ ولنأخذ على سبيل المثال بلدان المغرب العربي التي لا يستطيع أي أحد أن يفهم اللهجة الدارجة في تلك البلدان مع أنها بلدان عربية !
اذاً .. ما علينا إلا الإنتظار ومراقبة ولادة تلك اللغات الجديدة، أو القيام بعملية إجهاض قبل فوات الأوان .