المنقطعون عن الوظائف .. إذا لم تستح فاصنع ما شئت 1-2 !!
إن لكل نظام حاكم أناس أعطوه الولاء ، فبادلهم ذلك النظام بالعطاء ولو كان مخالفاً للأنظمة والقوانين وعلى حساب الآخرين أي ( الولاء مقابل العطاء !! ) ، ومن عطاء منظومة الفساد التي كانت تحكم حضرموت لأكثر من عشرين عاماً هم المنقطعون عن الأعمال الوظيفية والمنشغلين بأعمال أخرى ويستلمون رواتبهم إضافة إلى رواتب أعمالهم الأخرى ما سمعنا بهذا في تاريخ حضرموت !! .
لقد فجر وكيل وادي حضرموت والصحراء عصام بن حبريش قنبلة ، عندما كشف هذه الحقيقة المزرية – التي تغاضى عنها ممن سبقوه – حيناً وعندما رفع الغطاء عنها فاحت رائحتها النتنة .. أرقام لا تتخيلها !! ، أناس يحملون شهادات عليا ومهمة كالأطباء !! ، سنوات انقطاع لا تتوقعها ( فإن لم تستحِ …….. !! ) .
طبعاً هذا جزءٌ لا يتجزأ من ثقافات قبيحة حرصت على غرسها تلك المنظومة وزبانيتها بحضرموت تجسيداً لثقافة الاغلبية .. من هم المستفيدون من هذه الظواهر ؟؟ هم الذين أعطوا الجزية ( الولاء ) أو أصحاب المصلحة للمرحلة والعاملين عليها ، والمحبين !! .
إن لسان أصحاب هذه الممارسات يقول: (( نحن ناضلنا خلال العشرين سنة الماضية لما تقتضيه المصلحة الشخصية ولوعلى حساب أمور تعرفونها أنتم !!، وبعضنا كان مناضلاً أيضاً قبل عام تسعين !! .. واليوم يأتي من ينتقدنا ويقول لنا: على أبنائكم ومن يعز عليهم أن يعملوا ويلتزموا في وظائفهم ويتساووا مع الآخرين ، فهذا لا يعقل ولن يحصل !! .. وهل يستوي الذين يناضلون والذين لا يناضلون وما كُشف لكم إلاّ قليل ؟!! .. ويستطرد هؤلاء المناضلون في كلامهم قائلين: نحن قوم أعزنا الشيطان بالدحبشة .. وإذا ابتغينا غيرها لا نقدر على العيش الكريم كالآخرين !! .
لقد بدأت معالجة هذه القضية بمرافق الدولة بوادي حضرموت والصحراء بشكل َمرِنْ كونها متشعبة نوع ما وأعطيت الفرصة تلو الفرصة لمن يريد أن يصحح وضعه ، بعضهم مسافر خارج البلد كمغترب ، وبعضهم الآخر داخل البلد منشغلين بأعمال في الشركات أو أعمال شخصية أخرى ( إذا لم لم تستح …….. !! ) .. كيف يحلو لهؤلاء وهم يستلمون رواتبهم وهم غائبون عن أعمالهم أو جلوس في بيوتهم .. بأي حق وبأي نظام يستلمون ؟!! .. مع أن قانون الحكومة يؤكد: { أن من غاب عشرين يوماً عن العمل بدون عذر يعتبر مفصولاً من العمل } ومن المضحك أن بعضهم على صلاة الصف الأول وصوم النوافل يتسابقون الله أكبر !! حياكم الله يا حضارمة اليوم !!، وكثيرة هي وسائلهم التي بها يأخذون من المال العام مالا يستحقون ولعل هذا في نطرهم حلال بس بفتوى غير حضرمية !! .. إلى اللقاء في الحلقة القادمة: أليس المفسدون كلهم أبناء تسعة شهور ؟!! .
