أخبار حضرموت

رسالة عاجلة لكل طلابنا وفلذات أكبادنا

بقلم / سالم بجود باراس

قد تعجز الكلمات أن تكتب ما يجول بالنفس من شجون وخفايا، وأحلام العصافير تصبح حقيقة وواقع ملموس، متى ما وضع المجد والمجتهد والمثابر خطة مستقبلية لما يريد ويرغب .

رسالة عاجلة أقدمها على طبق من ذهب لفلذات أكبادنا وقرة أعيننا أبنائنا التلاميذ والجامعيين وأقول لهم والله أنه لفخر وسرور عندما نسمع بتخرج دفعات من خيرة الطلاب بتفوق وذكاء ولكن؟!!!

هل رسمت لك مستقبل إفتراضي وخيالي في عقلك ووجدانك وصرت تحدث به نفسك منذ شارفت على التخرج من الثانوية العامة ؟!!

يؤسفني أن أقول عرفت مئات من الطلاب لا يعرف اي تخصص يختار ، لذا تجده يختار تخصصات واهية ولدينا منها مئات المكدسين كتخصص تاريخ أو جغرافيا أو مما يسهل النجاح فيه والعلوج بيسر وبساطة للتربية والتعليم ، ودعني أسمي هذه التخصصات (بساط الريح) لسهولة منالها والنجاح فيها …

أيها الطلاب نريد عباقرة ومهندسين ومخترعين وتخصصات بجدارة في شتى علوم الأرض كعلم الجيلوجيا نريد مواهب عالمية تبدع وتؤلف كتب وتصدر أبحاث لا نريد همنا الوظيفة والمال فقط ، نريد أن نعود للعصور الذهبية لأسلافنا القدماء ونطورها ونكون قادة يشار لنا بالبنان، نريد عباقرة في علوم الفضاء والتكنلوجيا وعلم الفيزياء والكيمياء وكل مناحي الحياة ، نريد علوم تفيد البشرية قبل أن تفكر في ملي جيبك بدراهم زايلة، فوزنك وقيمتك في مجتمعك ماذا قدمت لهم وللأجيال القادمة ، وليس ما كنزت وصرت جزار لجيوب البسطاء والمحتاجين ..
يؤسفني أن أرى شهادات تحمل درجات مشرفة ولكن صاحبها كصخر جلمود لأن درجاته جاءت بالغش وهذه حقيقة موجعة ولكنها موجودة ، نحن نمر بفترة همجية عنجهية تباع الشهادات على قارعة الطرق ، نمر بفترة قاسية نقدم الواسطة ونختار رؤوس جاهلة ومتخلفة في مناصب هامة وقيادية ، فهناك الطبيب الجاهل ودعني أسميه جزار وكم نسمع عن عمليات مخيفة وخاصة في بعض مشافي الجنوب في اليمن ، لأن همهم أصبح المادة فقط ، ومات الضمير واختفى الدين من قلب ذلك الطبيب ، وهنا أتكلم عن شريحة فقط قليلة ، وليس الجميع ولكن طغى الفساد على ذو الكفاءة (فالخير يخص والفساد يعم) …
فالطب مجردة عينة فقط فهناك المدرس في مدرسته والمهندس المؤتمن وهناك الموظف الذي يظلم ويقدم هذا ويزيح هذا كل هذه أمراض متفشية وخطيرة…

لذا نريد طفرة جديدة وإصلاح من جديد لتعديل أفكار طلابنا ورسم لهم خطوط المستقبل و أن الغش من أخطر الجرائم التعليمية ومن علامات تخلف البلاد وإفساد العباد…
أحيانا قسوة الكلمات علاج ناجع لقضايا استفحل شرها وحصدت أرواح مئات البشر فلا رقيب ولا عتيد ولا قانون ولا ضمير ولا دين يردعه عن داء انتشر كالنار في الهشيم …
أيها الطالب إختر مستقبلك وفكر فيه فوالله للكلمات سحر عجيب فالفكرة تتحقق وتصبح حقيقة متى ما آمنت بها ووضعتها حيز التنفيذ فالعقل كجهاز الكمبيوتر يتفاعل مع ما تقوله وتفكر فيه أنت ، فكن حريصا فيما تفكر فيه …
دائما نكرر أن العلم ركيزة هامة وجسر العبور للمستقبل والتطور والمدنية فسبب تخلفنا وتراجعنا للخلف عدة أسباب جوهرية منها :
وضع أشخاص جهال ومتخلفين يحملون شهادات إما مزورة أو اعتلى صاحبها المنصب بالغش .
حرمان ذو الكفاءة والخبرة والعلم من المكان المناسب وربما أحيانا كثيرة وضعه في غير تخصصه.
عدم تشجييع ذوو المواهب وطمرهم تحت التراب، مما يعطي انطباع للبقية بأن لا يحذو حذوه.
ظلم شخصيات مهمة من الحقوق والامتيازات وهذا ما يجعلهم محبطين منهارين نفسيا وماديا وتخور قواهم ، (فالزرع أن لم تسقيه يضمحل وبالتالي يموت ) وهنا أعني موت مواهبهم وابدعاتهم…
ضعف القراءة في أمة يعتبر بداية الموت السريري لها وتخلفها وتسلط الجهل عليها، القراءة كنز لا يقدر بثمن لجيل متطور ومدني وبدونها أجساد تمشي بلا روح وبلا طاقة ، روح تسكن قلب جماد .
هذه رسالتي وضعتها في رؤوس أقلام لمن وعاها وعرف يفك حروفها وطلاسمها لمستقبل واعد وحياة مشرقة بالأمل والتفاؤل.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى