إعصار تشابالا يخلف قتلى ومصابين وبنية تحتية مدمرة وجهود من أجل استرجاع الخدمات الأساسية
مضت ثلاثة أيام على ضرب الإعصار المداري تشابالا لمديريات ساحل حضرموت الذي أدى إلى سقوط ضحايا من المواطنين بلغوا حتى كتابة هذا التقرير ثمان وفيات وأكثر من 42 جريحاً, وألحق كذلك أضرراً كبيرة في البنية التحتية للخدمات الأساسية مدينة المكلا عاصمة حضرموت ومختلف مناطق مديريات الساحل الحضرمي.
البنية التحتية من طرقات وجسور أرضية ومياه وكهرباء واتصالات تعرضت لأضرار بالغة وخرجت عن الخدمة ولمعرفه الأضرار التي وقعت بها والجهود التي تبذل لإعادتها للخدمة كانت لنا هذه اللقاءات مع عدد من المسؤولين في اللجنة العليا للطوارئ بمحافظة حضرموت الساحل فكانت هذه الحصيلة…
تقرير: مطيع بامزاحم
بنية تحتية مدمرة
قال المهندس محمد العمودي الوكيل المساعد للشؤون الفنية بالمحافظة عضو اللجنة العليا للطوارئ أن البنية التحتية للطرقات في مختلف مديريات ساحل حضرموت إلى جانب شبكات المياه والكهرباء والاتصالات تعرضت للضرر بشكل كبير نتيجة إعصار تشابالا الذي ضرب سواحل حضرموت قبل ثلاثة أيام.
فقد تعرضت الطرق المحاذية للبحر على طول الطريق الساحلي للانهيارات والتآكل بسبب تدفق أمواج البحر, إلى جانب الجسور الأرضية الممتدة على طول مديريات الساحل والتي تمر خلالها السيول المتدفقة من وديان مرتفعات حضرموت.
أما الشوارع الداخلية في المدن فقد تعرضت لأضرار بسيطة إلى متوسطة بسبب تدفق السيول وجرفها للأتربة وتكدسها في وسط وعلى جوانب الشوارع.
وأضاف العمودي لقد قمنا بالتنسيق مع المنظمات الأهلية والملتقيات الشبابية وغرفة مشتركة من السلطة المحلية والمجلس الأهلي وحلف قبائل حضرموت, إلى جانب الاستعانة بالمقاولين المحليين اللذين ابدوا استعدادهم للتعاون وتمت فتح معظم الطرقات وتسويتها وإزالة الأتربة المتكدسة عليها لتسهيل مرور المركبات بشكل مؤقت.
جاري إصلاح شبكات الكهرباء والمياه والهاتف
في مايتعلق بالكهرباء قال الوكيل العمودي تم تفقد المحطات الرئيسية لها في مناطق فوة وخلف والحرشيات والمنورة والتي أصيبت بأضرار بسيطة وتتم صيانتها من قبل الفرق الهندسية المتخصصة, وتم إدخال المنظومة الأولى من الحرشيات المنورة إلى المكلا إلى الريان إلى غيل باوزير, وفرق الصيانة تعمل في خط فوة من أجل إدخالها إلى الخدمة, وإن شاء الله ستدخل الخدمة مساء اليوم بشكل تدريجي ونطلب من المواطنين مراعاتنا لان حجم الضرر كبير وبالذات في منطقة فوه وبعض المناطق في ديس المكلا.
وبالنسبة للمياه فقد أوضح الوكيل العمودي بأن مياه الخط الرئيسي الناقل للمياه من غيل باوزير إلى المكلا أصابه ضرر كبير فقد تعرض 60 متر منه في منطقة بويش للضرر أثناء تدفق السيول وقد تم توفير الآليات وبدأ العمل في إصلاحه.
وعن بسبب انقطاع الاتصالات قال العمودي خرجت الشبكة عن الخدمة بسبب تقطع الألياف الضوئية في شرق وغرب مدينة المكلا ويتم إصلاحها منذ يوم أمس وبدأت منذ اليوم في الدخول في الخدمة, أما الأرضية فقد انقطعت بسبب دخول المياه في النقطة الرئيسية للسنترال في المكلا وقد عادت في بعض الخطوط منذ يوم أمس.
وأكد أن المشكلة الأساسية تكمن في أن الإمكانيات كانت شحيحة في ظل عدم وجود السيولة وعدم توفر مادة الديزل, مؤكداً أن التدخلات كانت سريعة والإمكانيات كانت ضعيفة.
خلية نحل حتى إعادة الخدمات
من جانبه قال الدكتور عبدالباقي الحوثري رئيس لجنة الخدمات بالمحافظة عضو اللجنة العليا للطوارئ أن حجم الأضرار التي خلفها الإعصار ليس بالبسيط ورغم ذلك فقد بذلت جهوداً مختلفة من قبل كل الجهات الفاعلة والمتطوعين وكان الجميع يعمل كخلية نحل من اجل إعادة الخدمات الأساسية في أسرع وقت.
مشدداً على أن كارثة إعصار تشابالا وماحملتها من أمطار غزيرة ورياح عاتية وارتفاع لأمواج البحر ألحقت أضرراً بالطرقات اكبر من أضرار كارثة عام 2008م, ومانقوم به هي حلول عاجلة واسعافية ووقتيه حتى لاينحرم المواطنون من الخدمات الأساسية وسيتبع كل هذا حصر من كل الجهات المختلفة من أجل تحديد الأضرار وترميم مايحتاج للترميم وإعادة ماسيتم إعادة بناء من جديد.
نزولات من أجل جمع المعلومات ونداء للحكومة والجوار
وفي مايتعلق بحصر الأضرار فقد قال بأن غرفه العمليات بالمحافظة تتلقى البلاغات يومياً حتى الآن وقد أثرت انقطاع الاتصالات على تلقي الكثير من البلاغات والتواصل مع المديريات المختلفة, والي الآن تلقينا بلاغات بتهدم أكثر من 400 منزل تهدم كلي وجزئي في مديرية المكلا ومديرية بروم ميفع ولازلنا منتظرين رفع التقارير من المديريات الأخرى خصوصاً في الأضرار التي لحقت بالصيادين على طول الشريط الساحلي للمحافظة.
موضحاً بأنه وإلى الآن هناك نزولات وعمل مشترك من قبل كل الجهات حتى من أجل أن نعطي معلومات أكثر دقه في هذا الجانب, ونوجه نداء للحكومة ومنها إلي دول الجوار ومنظمات الإغاثة الدولية بأننا في حاجة ماسة للمساعدة وللتخلص من آثار الكارثة.
ثمان وفيات و 42 مصاباً حتى الآن
وفي الخسائر البشرية قال الدكتور رياض الجريري مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بساحل حضرموت عضو اللجنة العليا للطوارئ بأن عدد الضحايا في كافة مديريات ساحل حضرموت بلغت 8 وفيات ثلاثة منهم أطفال لقوا حتفهم في مديتي المكلا وبروم ميفع بسبب إنهيارات المنازل وغرق في مياه السيول, و 42 مصاباً أصيبوا بإصابات متنوعة في مديريات الديس الشرقية والريدة وقصيعر.
وفي مايتعلق بالجرحى فقد بلغ عددهم 42 جريحاً في كافة المديريات التي تم التواصل والوصول إليها أربع حالات منها في حالة خطرة وترقد ثلاث حالات منها في مستشفى البرج وحالة في مستشفى حضرموت.
مرحلة مكافحة الأوبئة هي الأخطر
وأشار الدكتور الجريري إلى أن المرحلة الأولى من التدخل قد تمت ونحن الآن في طور الاستعداد للمرحلة الثانية وهي الأخطر والهادفة إلى معالجة الأضرار والقضاء على مخاطر تفشي الأوبئة وتكاثر البعوض من خلال المستنقعات التي تشكلت بسبب تراكم مياه الأمطار والسيول, وأضح بأن الجانب الصحي في المحافظة في سباق مع الزمن من أجل توفير المبيدات الحشرية التي لاتتوفر حاليا داخل البلاد, وكذا إعادة تأهيل المرافق الصحية التي تضررت بنيتها التحتية.