دوعن الآنمقالات وكتابات رأي

المقدم الشاعر سعيد بن سالم بانهيم المرشدي السيباني

شخصية بارزة، وعلم يشار له بالبنان ، من مواليد كار سيبان عام 1892م وتوفي عام 1975م ،أصدرنا له كتاب يحوي الكثير من أعمال هذا الطود الشامخ بعنوان ((المقدم الشاعر سعيد بن سالم بانهيم المرشدي وشعراء آخرون مع عادات وتقاليد من سيبان )).

كم يؤسفني قلة المعلومات عن هذا الرجل وندرة من يكتب عنه ولكن بعد جهد كبير وبمساعدة من مقادمة وشخصيات من آل سيبان ، وخاصة من أسرة آل بانهيم التي ينحدر منها شاعرنا وزعيم قبيلة آل سيبان ، قمنا بجمع نقطة من بحر هذا الرجل الذي صيته بلغ الآفاق …

فمن هو المقدم والشاعر سعيد بن سالم بانهيم ؟!!
يعتبر المقدم والشاعر بانهيم من أبرز شخصيات آل سيبان شهرة في التاريخ فقد جمع هذا الرجل صفات القيادة والحنكة والشجاعة ،وجمع شتات القبيلة وألف بينها وردم صدع الخلافات ،وجعل من قبيلته في ذلك الوقت قبيلة تهابها كل القبائل وتعمل لها ألف حساب، وعانق صيتها عنان السماء تحدثت بها الركبان …

ويعتبر بانهيم من كبار فحول الشعراء ،ولقد شرقت وغربت قصيدته الذائعة الصيت ومن أبياتها :

نا المرشدي نا الموت عزرائيل ** نا ظلم لا يوم القيامة
نا القبولة كبريتها والميل** ورصاص مامنه سلامة

وظل هذا المقدم والشاعر والقائد الفذ، يكافح وينافح من أجل رأب الصدع بين القبائل وجمع كلمتهم وتوحيد صفهم ،وكان شديد المراس قوي الشكيمة فارس لا يشق له غبار ،وله مواقف مشهودة وأحداث مهمة مع الرؤساء وملوك دول ،ستجد كل ذلك في كتابنا الذي ذكرناه آنفاً …

كان إذا عزم على الإغارة على قبيلة ما، يستخدم في شعره المجاز والتمويه ،وكانت قبيلته سريعة البديهية في فهم ما يصبو إليه ويريد ، كقوله مثلاً :

ذا السنة قل للبدو بثور شارة ** كل مطرف يكفل شواره
قل لهم باتوكل على الله ** وبا لقي في حطبهم شرارة

بهذين البيتين يعلن الجاهزية الكاملة للغزو ، والاستعداد من كل فرد في القبيلة لحمل سلاحه وعتاده ، فقد اتخذ القرار ولا رجعة عنه مهما كلف الأمر …

وكان شاعرنا يعشق وادي دوعن ووداي حجر والكثير من مناطق حضرموت، وما جاورها لأن معظم تنقلاته ومساجلاته الشعرية والقبيلة هناك وخاصة وادي دوعن وهذا يتمثل في هذين البيتين :

رعا الله يا المكايين الزبينة ** ويا دوعن وليسر وأودي حجر والصاط
يزيغ الرأس لا من حنينش يالمكينة ** ولا با لومهم لا عليهم غيث وصباط

فشاعرنا القائد المحنك له مواقف وصولات وجولات يعجز القلم أن يعطيه حقه في هذا المقال الخاطف، وإنما كتبنا عنه بهذه الصحيفة المرموقة لنعطي لمحة سريعة وليعرف القارئ بأن هناك كتاب اصدرناه لينهل منه ويبحر بين دفتيه عن حياة هذا المقدم والشاعر والقائد الذي بلغ صيته الآفاق…

علماً بأننا كتبنا عنه في ((مجلة شعاع الأمل في العدد 155 لشهر مارس 2015م)) فهذا فيض من غيض .

لقد وضعنا لبنة للأجيال ليكملوا المشوار ، وينبشوا تراثهم الغالي فمن ليس له تراث، وماضي تليد ، فليس له مستقبل ولا أصل يتكي عليه ويفخر به .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى