مقالات وكتابات رأي

شخصيات حضرمية صاعدة (1) – غربة وكفاح

اليوم سأحكي عن شخص يعتبر مثالاً لمن في حالته .. شخص لعبت به الأقدار وأبت إلا أن تضعه تحت رحمتها .. شخص تجمعت حوله المآسي في وقت يحتاج فيه إلى غيرها .. شخص لو كتبت مئات السطور لما استطاعت التعبير عنه وعن كفاحه …

إنه أخي وصديقي ورفيقي محمد بن عبداللّه بن عبدالرحمن الهاجري العامري

فهاكم سطوراً تأخذ جانباً من قصته ومن حياته .

من مواليد مديرية قف العوامر _ حضرموت_ في التاسع عشر من شهر فبراير سنة 1999م .

سافر صغيراً وعاش في أرض المهجر _بغرض دراسة والده_ ليدرس الابتدائية _ خمس سنوات_ في مدرسة (Clifford Street Elementary) بولاية كاليفورنيا الأميركية .

كان كل شيء يسير طبيعياً حتى عام 2008 ، حيث بدأت تظهر عليه بعض الأعراض المشابهة لأعراض أخته التوأم المصابة بالسرطان والتي تتعالج في أحد المستشفيات المتخصصة في أمريكا ، ليتفاجأ بعد الفحص أنه مصاب بنفس النوع من السرطان المصابه به أخته ، وبما أنه في مراحله المبكرة فقد تمت السيطرة عليه وبدأ في العلاج إلى جانب أخته .

أخذت الأيام تتوالى والعلاج يتقدم إلى الأفضل يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر ، ليعود في أواخر 2010 إلى أراضي مكلانا الحبيبة بعد انتهاء دراسة والده وطلبه للعمل من قبل إحدى الشركات العامله في مجال النفط في حضرموت ، مع العودة إلى أمريكا كل شهرين لإستكمال العلاج .

سارت الأمور طبيعية حتى بداية ما يسمى بالثورة الشبابية عام 2011 ، حيث انتقل إلى المملكة العربية السعودية وتحديداً إلى مدينة الدمام بسبب ظروف عمل والده و كذا تأزم الوضع بحضرموت.

إستكمل تعليمه في المملكة مع العودة إلى أمريكا كل شهرين لإستكمال العلاج حيث لم ينته بعد ، وتجري الأيام سريعة ليصل عام 2012 ويتبقى 6 أشهر فقط على إنتهاء العلاج وشفاءهما تماماً فتجري الرياح بما لا تشتهي السفن ويقدّر اللّه أن تتوفى الأخت قبل أن ينتهي العلاج ليدخل بعدها في حالة إكتئاب حادة تحول دون أن يشفى من ذلك المرض الخبيث ، ويعلن الأطباء في المستشفى الأمريكي بأن حالته قد أصبحت ميؤوس منها ولا يمكن شفاءها .

إستاء الأب من الحالة التي وصل إليها ابنه ونصحه بعض الأصدقاء بالذهاب إلى ألمانيا وإدخال إبنه إلى مستشفى الأمراض النفسية إضافة إلى إدخاله إلى مركز طبي مشهور خاص بالسرطان في هامبورج .

إستمع الأب إلى تلك النصيحة وبالفعل ذهب إلى ألمانيا وأدخل ابنه إلى مركز هامبورج – إبندورف الطبي الجامعي المتخصص بالأورام وقد حدد له الأطباء فترة تسعة أشهر للعلاج يسبقها علاج نفسي لمدة ثلاثة أشهر .

بعد سنة كاملة في ألمانيا أعلن المركز عن شفاءه تماماً من ذلك المرض الخبيث .. فالحمد لله .

وهاهو اليوم يكمل تعليمه الثانوي بمدينة الدمام السعودية يحمل عدداً من الشهادات مثل التوفل في اللغة الإنجليزية ورخصة قيادة الحاسب الآلي الدولية .

بالتوفيق لأخي ورفيقي في جميع جوانب حياته ، و أقول لمن لا يعرف حضرموت هؤلا هم أبناءها .

قال تعالى :(فإن مع العسر يسرا).

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى