مقالات وكتابات رأي

عائشة..!

عائشة..!

اخبار دوعن / كتب / سعيد حسن بادويلان


طوفي بيدك على كل أبناء العالم يا أمي.. فيتيم كل طفل لست أمه..!
مجرد الكتابة عنك يا حلوة يصيب اللغة بشلل تام!
كان الله في عون اللغة فأي كلمات تلك التي تليق بك يامن تهدين إلى الكتب لا هي التي تهدى إليك..!
الطفلة التي ولدت لتصبح فيما بعد أم لملايين البشر..!
أعجزت النساء بعدك فكتفين بالإقتداء عوضا عن المنافسة!
بنت الصديق الرجل الذي نحتقر أنفسنا كلما تذكرنا شيئاً من ً فضائله!
أخت ذات النطاقين وخالة شارب دم رسول الله!
ذات فصول الخريف التسعة عندما تزوجت بالحبيب صلى الله عليه وآله وسلم كان معه من القلب ما ينزل إليها وكان معها من العقل ما تصعد إليه فعاشا سعيدين!
أنت الوحيدة التي تزوجها سيدنا بكرا وأنت حميرته!
أخبريني كيف شعور أن يحبك رسول الله نحن نعيش في نعيم لأننا نحبه فكيف من عاش في جنة حب النبي له!
كان يناديك بعائش هذه طريقته للتعبير لك بأنه يحبك، ومن شدة حبه لك لم يجعله سراً وحين سئل عن أكثرمن يحب قال أنت..!
كانوا جميعاً يعلمون حبه لك فكانوا يجعلون الهدايا في ليلتك،
جميلة أنت وجميلة غيرتك من خديجة ولأنك بعدها بخطوة تغار منك زوجاته الآخريات!
كان دائماً يقبلك فهنيئا لمكان لمس شفتي رسول الله!
جبريل يقرءك السلام وتشهدين نزول الوحي وتروين عن رسول الله أي قلب كان معك لكي يتحمل كل هذا..!
أنت العالمة الفقيهة المحدثة الصائمة القائمة التي تسئل في أصعب مسائل الفقه والحديث فتجيب!
أخبريني لماذا لطخت وجه سودة بالخبيصة ورسول الله يمسك يدك فتردها عليك فتضحكون جميعاً..؟!
أي أفك حقير صغير ذلك الذي يصل إليك..؟!
أنت الكبيرة يا عائشة أمي وأبي فداء لتلك الدموع التي سقطت منك في ذلك اليوم
أنت منبع الوفاء أتذكرين يا عائشة تلك الأنصارية التي دخلت عليك فوجدتك تبكين فبكت معك دون أن تنطق بكلمة فقلت لن أنساها لها ما حييت!
حمقاء هم المنافقون كيف يبحثون عن إبليس في جنتك وهو مطرود منها!
أتهمت مريم فبرئها عيسى وتتهمين أنت فيبرئك الله!!!
كم كانت سرعتك عندما سبقتيه..؟
كم كنت سعيدة عندما تجاوزت خط النهاية قبله..؟
ولكنك لم تحافظي على لياقتك البدنية فسبقك بعد سنوات روحي فداء للتراب الذي تسابقتما عليه..!
أنت سخية العطاء عندما أتت الغنائم إلى رسول الله فوزعها كلها فلما جاءك قلت له لو تركت لنا منها شيء..
فقال لك لم تخبريني وإلا فعلت..!
فتمر السنوات ويأتيك مال كثير فتوزعينه كاملاً فتقول لك إحدى الجواري لو تركت لنا منه شيء..
فتقولين لها لم تخبريني إلا فعلت!
الطيبات للطيبين يا عائشة..!
أحبك سيدنا كثيراً أراد أن يتداوى في بيتك وانتقل إلى الرفيق الأعلى وهو على صدرك أراد أن يكون آخر العهد بك فطبت له حبيبية في الدنياوالآخرة..!
كنت تصفينه لنا بدقة فمن شدة الحب حفظتيه عن ظهر قلب! كنت دائما ًتريدين جواره حتى في القبور ولكنك كنت كريمة حد الذهول!
سلام عليك وعلى علي وعلى معاوية وتبا للخوارج والمنافقين،
شكراً لسبعة وستون عاماً تكرمت على كوكبنا بالعيش فيه!
وسيبقى 16 رمضان 58ه يوم حزن ولو مرة على وفاتك مليون عام ذلك اليوم الذي أصبحنا فيه يتامى يا أمي!!
الحسرة على كل عين لا ترى طلعتك البهية يوم القيامة!
أنت عائشة…
بكل ما يحمله الإسم من معنى وستظلين كذلك إلى الأبد!
هذا إبنك العاق كتب فيك شيئاً قليلاً لكي يعلو هو وقلمه كثيراً فهو يحبك حد الجنون!!

زر الذهاب إلى الأعلى