عندما تنزف الدموع دماً !!!

عندما تنزف الدموع دماً … عندما تقف الدمعة في الاحداق…عندما يفقد القلب أعز الاحباب…هنا فقط تسكت الالسن …وتسقط الدمعات تحكي مرارة الفرقة …من منا لا يذكر عدن الحبيبة …عدن ذات الجمال الخلاب والسحر الجذاب…عدن التاريخ والشموخ …كل مدينة فيها تحكي قصص كألف ليلة وليلة…الساحل الذهبي …اسم على مسمى …المعلا والتواهي …وقلعة صيرة…معالم تزخر بها …وموقع استراتيجي سال له لعاب كل مستعمر …وتم احتلالها …وتاريخ احتلالها معروف ومشهود …ثم جاء احتلال ياولدي …ليس له مثيل ..قتل الناس سجدا وركعا …هدم البيوت وهرب اهلها من هول الفاجعة …وبقي رجال كالاسود قلة قليلة ولكنها سطرت مجدا مخلدا …وتاريخا ناصع البياض…
ولكن تبكي العين دم …ضاع ذاك الجمال…وذاك المبسم …كنت في المعلا في التسعينات لمدة عام…اجوب شوارعها ذهابا وايابا…فهالني مارأيت وافزعني…رأيت عجوزا قد تجاوز عمرها التسعين عاما…آه يازمن …أين تلك التي عشقتها من رأسي حتى أخمص قدمي ؟!!” اين ذاك الجمال الساحر الذي يخطف الابصار…ويصرع العشاق..عدن اليوم ليست عدن بالامس…عدن جريحة وجرحها غائر وأليم…سيظل الأبناء يذكرون ما حل بهم من دمار وتشريد …وقتل وحقد دفين …ممن يسمون انفسهم (انصار الله ) تسمية تضحك إبليس نفسه حتى ان لسان حاله يقول
:(استغفر الله العظيم ) مااشبه الليلة بالبارحة …نفس منهج المغول والتتار والفرق شاسع وكبير …هؤلاء يقتلوننا باسم الله ظلما وكذابا على الله… وذاك لم يغير اسمه ولا رسمه …وقالها بكل فخر وشجاعة: نحن غزاة…
عدن الحبيبة …عدن الغالية سيظل اسمك منقوش في قلوبنا وسيظل حبك محفور في سويداء أعيننا ما حيينا .