لك الله ياحضرموت الخير
لقد عاش الحضارم ردحاً من الزمان تحت اسم عظيم ومشهور في كل أقطار العالم ومنذ بزوغ الإسلام ( أهل الأمانة والصدق) ولا زال هذا اللقب يتصدر القائمة الأولى بين كل شعوب العالم وإن دخله القليل من السوس والذي بدأ ينخر في لحمه وعظمه ، والسبب معروف فإن شاة جرباء واحدة تعدي زريبة من الأغنام والله المستعان …
حضرموت الخير تكفل الله بحمايتها منذ مئات السنين فلا تسمع للرصاص صوت ولا تشم رائحة المدافع والباروت ، وإن وجدت هناك زخات كزخات المطر فمن يفعل ذلك فليس بحضرمي بل غريب من الأغراب ، فالحضرمي لا يسرق ولا يقتل بل ينأ بنفسه من الفتن ويهرب بعيداً فهو بطبيعته يحب السلم والأمان ، ويبذل كل ما بوسعه ليبقى الجو المحيط به يعيش في رخاء وطمأنينه وراحة بال هذا هو الحضرمي وتلك هي حضرموت ياسادة …
حصلت حرب 13 يناير بين الفرقاء وحصل ماحصل في عدن في مذبحة تقشعر منها الأبدان وخافت وأرتعبت حضرموت ورفعت يديها للسماء أن يحفظ أهلها ومواطنيها من فتنة لا تبقي ولا تذر فكان الله معها وسلمت من فتنة هوجاء…
ثم جاءت حرب صيف 94 م بين الشمال والجنوب وهبت عاصفة الحرب تقتلع كل ماهو جميل أمامها فمات الآلاف وبدأ الزحف لحضرموت وبدأت القلوب ترتجف وتتضرع إلى الله فهذه الحرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ،والقوة والسلاح والعتاد مع غيرهم ولكن بقدرة قادر سبحانه وتعالى توقفت الحرب على أطراف حضرموت وخمدت وانطفت وتنفس الناس الصعداء ، لله درءك ياحضرموت الخير فمن كان الله معه لا يخشى شيئاً مهما كانت قوته وجبروته ، فالله أعظم وأكبر من كل هؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر تحت مسميات تعتبر شماعة لنيل مآرب أخرى …
وها نحن في ورطة جديدة طرفها بصنعاء ونهايتها بحضرموت قد حفظنا الله من الخطة ( أ) وهاهي تستبدل بالخطة ( ب) وها هم أهل حضرموت يضعون أيديهم على قلوبهم فهذه فتنة لم يخرج منها أحداً سالماً أبداً ولم تنج منها بلد ولا مدينة ولا قرية فتلك سوريا وهذه العراق وتلك وتلك وهلم جراً …
فإن نجت حضرموت من هذه الفتنة فحقاً وصدقاً تستحق لقب ( حضرموت الخير ) لأنه من كان مع الله كان الله معه، فلقد استحقت الريادة والقيادة في الصدق والأمانة منذ مئات السنين ولقد تقرر من أحد قادة الصحابة أن لا يعطي بيت مال المسلمين إلا حضرمي فهذه شهادة من خير جيل ووسام شرف ، يعلق بعنق كل حضرمي لقيام الساعة فحافظوا ياأهل حضرموت على هذا اللقب والشرف دافعوا عنه وازرعوا نبتته في قلوب أبنائكم جيلاً بعد جيلاً حتى يرث الله الأرض وما عليها …
اللهم أحفظ حضرموت من كل شر وفتنة ، ستظل حضرموت المحافظة التي تحتضن محبيها وفلذات أكبادها تمد يديها للخير والسلم والعطاء حضرموت لا تحب رائحة الموت لأن قلبها نقي طاهر لم تدنس وتلطخ يديها بالدماء والأموال المحرمة وتلك طبيعتها وسجيتها منذ زمن قديم فالتاريخ والدين والصحابة خير شاهد على ذلك فحضرموت الصدق والأمانة ستظل كذلك حتى يرث الله الأرض ومن عليها ،،، ولك الله ياحضرموت الخير .