مقالات وكتابات رأي

متحف جوهرة فريدة

متحف جوهرة فريدة

 

اخبار دوعن / كتب / سالم بجود باراس

 

لكل مدينة وجهٍ مشرق يقابلك بتحية، تنم عن ثقافة موغلة في القدم ،لتخبرك عن تاريخ الأرض والهوية والإنسان ، من لا تراث له لا تاريخ له ، المتحف السلطاني بالمكلا هو تاريخ يحكي حقبة سادت ثم بادت ، متحف المكلا هو أهم معلم تاريخي فيها ،بناه السلطان عمر بن عوض القعيطي سنة ١٩٢١م وانتهى العمل منه عام ١٩٢٤م وخاصة الجناح الشرقي منه ، أما الجناح الغربي بناه السلطان صالح القعيطي سنة ١٩٤٠م ، تعرض المتحف في فترة من الفترات للإهمال واللامبالاة من الدولة والسلطة المحلية تقريباً ما بين عام ٢٠٠٨م إلى ٢٠١١م ، وبعد أن أصبح مدير المتحف بالمكلا الشاب الطموح رياض باكرموم حتى قام بعمل نقلة نوعية فريدة وتستحق الشكر والتقدير ،منذ عام ٢٠١٩م و ٢٠٢٠م بدأت ترميمات جادة بقيادة السلطة المحلية وبجهود وتفكير وقيادة الشاب الطموح رياض باكرموم وبدأ المتحف يفتح أبوابه ورمم ترميم يليق بواجهة لعاصمة حضرموت ،مدينة المكلا ببحرها الجميل وموقعها الفريد .

ولمحة سريعة لمتحف المكلا ،فهو يضم القاعة الحمراء للسلطان عمر القعيطي من أثاث واستقبال الضيوف ،وقاعة للصور وملابس السلطان وبعض الفخاريات المنزلية والتحف الفريدة وغير ذلك ،وقاعة العرش ، منها الكرسي المطرز بخيوط الذهب ،والسيوف والخناجر وأواني منزلية مطعمة بالذهب، وأواني من الفضة النقية ، إلى جانب عدة قاعات خصصت لتراث وعادات حضرموت .

هذا القصر السلطاني كان ذات يوم لحاكم له دولة مترامية الأطراف ،ومن هذا القصر، كان يدير كل سلطته ودولته في ذلك العصر الجميل حتى نهايته عام ١٩٦٧م ، وهاهو القصر يفتح بوابه للسيّاح الأجانب والمواطنين كل يوم، وهو في تجدد مستمر ليلحق بمصاف الدول الأخرى ، فالأمل موجود والعقول الحضرمية لها تاريخها المشهود .

زر الذهاب إلى الأعلى