مقالات وكتابات رأي

مكة..!

مكة..!

اخبار دوعن / كتب / سعيد حسن بادويلان


هاهو عام آخر يا الله، وهاهو إبراهيم عليه السلام يأذن في الناس أن حجوا، وأبقى مع الخوالف أنتظر العام القادم بفارغ الصبر..!
مؤلم هو الإنتظار ولا يخفف ألمه إلا لودوكايين “مخدر” مكة..!
تمنيت أن آتي هذا العام بكل خلية في،
أردت أن ترآني متجردا من كل شيء مكتفيا بك،
أحببت أن تنظر إلي وأنا جزء من سنفونية الطواف!
كنت أريد أن ترى القوة التي أودعتها في جسدي وأنا أسعى بحب بين الصفا والمروة بكل عزيمة،
تمنيت أن أرجم عدوي وعدوك الذي تخلف عقليا، فكيف يكفر بك بعد كل ما رآه؟!
أدفع ماء قلبي لكي أكون بين الواقفين في عرفة فتباهي بنا ملائكتك ثم ترحمنا ثم تعطينا سؤلنا..!
أريد أن أغتسل وأشرب من ماء زمزم حتى تصرخ كل خلية في جسدي لقد إكتفيت، أترك بعضا من المساحة للسائل الأحمر المسمى دما لكي تستمر الحياة..!
سأزور البقيع من أطهر بقاع الأرض وأخاطبهم بروحي قبل لساني: طبتم أحياءا وأمواتا ياليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما..!
سأصعد أحد الجبل الذي أحب فأصبح حيا إلى الأبد..!
سأقبل حراء المكان الذي ظهر فيه النور فأزاح كل الظلمات.!
وأنا في مكة سأبيت وأنحر، لأن ببساطة كل الأمور التافهة تصبح قيمة جداً حين تكون لها علاقة بك يا رب!!
لا أريد أن أفوت شيئاً سأقبل الحجر مرارا،
وأطعم الحمام صدقة،
واستلم المقام تذكرا،
وأصلي قدر المستطاع تقربا وتسليما،
سأجري عمليات التجميل فأشد عزيمتي المتوانية،
وأقوي إيماني المتردد،
وأصلح جهاز قلبي..!
كفيلة هي مكة بكل هذا..
يا الله كم هي جميلة حد الذهول؟!
أردت أن أشعر بما شعر به حين فارقها..!
يارب لم بكى عند خروجه منها؟
لماذا وقف مخاطبا لها وكأنها إحدى بناته الطيبات؟
لم لم ينزعها من قلبه بعد كل ما فعله أهلها به؟
أي قوة تلك التي جعلت أغلى دموع على الإطلاق تظهر جهارا فتبكي نفسها لأنها إنفصلت عن ذلك الجسد الطاهر..؟!
سأترك مكة دامعا التي هي بالمناسبة لن تتركني،
فمستحيل زيارة مكة دون أن تحتل قلب كل زائر لها..!
سأعود يارب في العام القادم وإن لم أصل فسأحتسب نفسي عنك،
فالموت في الطريق إليك وصول..!

زر الذهاب إلى الأعلى