منبع التراث الحضرمي دوعن
منبع التراث الحضرمي دوعن
أخبار دوعن / كتب: سالم بجود باراس
تعجز الكلمات عن وصف ما رأيته منذ أول صرخة لي عام ٢٠١٥م بصحيفة دوعن الإلكترونية ،بحت الأصوات ونفذت الكلمات لعلّ وعسى تنهض الهمم ونسمع ولو همساً ( يا لوماه يا عيباه ) كانت عيني تقطر دماً ، وأنا أشاهد تراث ومقتنيات دوعن ،تتقاسمها الأغراب ، بأشكال وأنواع وتحف لا تقدر بثمن ،وعيدان سدر منقوشة وما لا يخطر على قلب بشر ،ونحن كالأغنام تنظر ولا تعي جريمة ما نفعل ،معذور أنت أيها المواطن المسكين ،الجوع ينهش بطنك ،والفقر رداءك وديسمالك ،المصيبة في الدولة والأخص في المجلس المحلي وكبار المثقفين وتجارنا ،كلهم لا عين رأت ولا أذن سمعت ،تكدّست متاحف الأغراب، بكل نادر وغريب وجميل يدهش الألباب ،ثم ينسل عبر البحار والقفار ليستقر هناك ،عند من يقدر قيمته ،بعناه برخص التراب ،واشتروه حمران العيون بقيمة الذهب والألماس ،كيف لا ؟! ومنبعه دوعن التاريخ والهوية والحضارة ، نبيع الذهب بكيس من رماد ،وصدق المثل الحضرمي ( نحن فرقزة بالعيون يا عاقل يا مجنون) .
كنت محب للتراث والتحف ولولا الفقر لأخذت من تلك الجواهر ما يعجز الوصف عن البيان ، كانت كاميرتي المتواضعة تلتقط الصور أحياناً لتودع تلك التحف والموروثات الجميلة الوداع الأخير ،حرقة في القلب ودموع في الأحداق ،وحسرة لا يمكن وصفها ،قلت في نفسي : هل نحن أغبياء وجهلاء لا علم عندنا مما ذهب من بين أيدينا ؟!
وإلا كيف بعنا الكهرمان والمرجان برخص التراب وأشياء ثمينة لا تقدر بقيمة ؟!! وحالما نفذت الخزينة عرفنا الجوهرة الثمينة ، وا حسرتاه عليك يا دوعن التراث والإرث ،لو حسبنا متاحف الأغراب لا وجدناها تملأ دوعن مقارنة بآحاد بنو جلدتنا ،فهل من صحوة أخيرة لجمع ما بقي من الرفات والسور ،لكي تعرف الأجيال القادمة شىء يسير من تراث أجدادهم وآباءهم وحضارتهم وتاريخهم الحضرمي الأصيل.
مخطوطات ثمينة غادرت دوعن وانتيكات رائعة ذهبت ،نعم البيع والشراء هو رزق ولكن أن تخلي بلدك وموطنك من كل تاريخ وتراث وهوية ،ولا يوجد لك متحف بدوعن كبير يحوي كل ما كان بدوعن ،فتلك ورب الكعبة جريمة لا تغتفر ، هل يشطح بك الغباء وقلة الحيلة لتقول لا يوجد مبنى لحفظ هذه الأشياء أو لا توجد ميزانية ،فتلك جريمة أخرى ،لا تجعل الجمل يذهب بما حمل ،ولا تقل فات القطار، فدعونا نزرع الأمل ونشمر الساعد ونشحذ الهمم لحفظ وشراء ما بقي بدوعن وغيرها ، فتجارنا لهم يد ناصعة البياض، فقط نريد رجال همة وعزيمة ونية صادقة ، نستطيع وبلمح البصر نجمع ما بقي ،وحتى يحين موعد المبنى الخاص والدعم الحكومي نكون قد قمنا بالواجب لأجل دوعن والتاريخ والحضارة والهوية .