أخبار حضرموت

نحن أمة لا تعلم

اخبار دوعن / سالم بجود باراس
بادئ ذي بدء لا تتعصب للعنوان ، فإن فعلت فقد قطعك سيف الجهل نصفين ، هناك
شواهد كثيرة في زماننا هذا تدل على أننا أمة جاهلة مستغفلة ، نمشي في ذيل
الأمم ، حالياً دع ذلك الماضي الذهبي الساطع لأهله .
بالأمس تلقيت عدة رسائل من أصحابها مفادها تلك الحبوب الصينية الفاتحة للشهية
، والمنتشرة في الأسواق والنتيجة لهذه العقول المتخلفة أمراض لا حصر لها من
هشاشة في العظام وفشل كلوي وأمراض الروماتيزم وعدد ما شئت مختصر الكلام سبق
السيف العذل عش مع أمراضك وعقلك الجاهل .
لقد كتبت عدة مقالات ووضعت لك قاعدة ذهبية مفادها ( إياك ثم إياك وكل ما
أخرجته أمعاء المصانع ، فإنه السم الزعاف والموت العلقم ) سواء أغذية أو أدوية
أو خلطات أعشاب لا تدري أيها الجاهل المستغفل إنها حتفك وموتك.
أحد الأقارب سبقت دموعه شكواه لهذه الخلطة وغيرها ، وعدد لي ضحايا لهذه الخلطة
المسمنة في زعم المافيا العالمية التي تتاجر بجسدك وصحتك ، وأنت أيها العربي (
كالحديد يجذبك مغناطيس الغرب فتقع في الشباك دائماٌ) .
لقد كنت ولازلت أحد دعاة العودة للطب البديل وهذا لا يعني أننا نترك الطب
الحديث ولكن تقنين له . هناك أدوية وخلطات لا داعي لها وأنت من يبحث عن حتفه
ويشتري مرضه برأس ماله ، ثم يندب حظه ما بقي من عمره .
أنا لست مع الخلطات المجهولة الهوية ، حتى لو أُعطي لك ضمان ألف سنة لا تصدق
فتندم.
لهذا ترجمت كلماتي على الواقع فنشرت كتاب الطب الشعبي الموسوم باسم ( السراج
الوهاج في معرفة العلاج ) وهناك كتاب هام سيصدر قريباً اسمه ( زبدة الخلاصة في
عادات وتقاليد حضرموت ) لخصت فيه باب عن الطعام الذي يأكله أجدادنا وكيف كانوا
ذوي صحة وأجساد طبيعية وطعامهم من أرضهم وصنع أيديهم ، وليس من مصانع الموت
والدمار .
هناك تقصير شديد جداً في هذا الموضوع من قبل أطباء هذا العصر من العرب
والمسلمين ، الذين أصبحوا بورصة لأجساد المرضى الذي يتاجرون بطبهم وشهاداتهم
وما خفي كان أعظم ، رغم أن هناك شرفاء وأصحاب ضمائر ولكنهم كالشعرة البيضاء في
جسد الثور الأسود.
هناك قصور في وعي طلابنا ومجتمعنا في كل ما يحاط بهم ، لذلك يتساقطون كالفراش
يهوي للنار فدى ، القات سلبهم وقتهم وعقلهم وأجسادهم ، وخلطات المصانع
كالشيطان يعدهم ويمنيهم بجسد قوي وطاقة جنسية لا مثيل لها ، وتلك الفتاة تحلم
بجمال كيلوبترا من خلطة سحرية توهمها لفترة بأنها فلقة من القمر ، وإذا بها
بعد سنوات قلائل تصبح فريسة لأوهام الشركات ومصاصي الجيوب ومختطفي العقول .
وفي ختام هذا المقال ألم يحين الوقت لتتعلم من كل هذه الدروس وتنظر يمينك
وشمالك وأنت ترى ضحايا وقصص يشيب من ذكرها الولدان لهذه الخلطات والأدوية وكل
ما أخرجته أمعاء المصانع من مأكولات ومشروبات وغيرها ، هل أصبحنا كفراش النار
قرابين دون أن نشعر هل سلب منا عقولنا وأجسادنا ، وأصبحنا فئران الكل يجرب
سلعته علينا ؟!!
نحن أمة ضحكت عليها كل الأمم في كل شئ حتى أصبحنا لا شئ مجرد روح تسكن قلب
جماد ، فمتى تعود أمة ( اقرأ) كما كانت ؟!!!
ولكن سنظل نحمل شعلة الأمل حتى ولو فقدنا الأمل ، فهناك دائماًً شمس ستشرق بعد
ليل دامس حتماً ولا محالة مهما طال الزمن ؟!!

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى