مقالات وكتابات رأي

وتوقّفت لغة الكلام .. ورئة الملاعب

وتوقّفت لغة الكلام .. ورئة الملاعب

أخبار دوعن / كتب / صلاح أحمد العماري

وتوقّفت لغة الكلام .. ورئة الملاعب، وسيمفونية أعذب الألحان والأداء الجميل في ملاعب كرة القدم.

أي لاعب سيشغل مكانك ياخالد؟ أي لاعب سيقود خط الوسط كما كنت تفعل؟ .. أي لاعب سيركل الكرة للمهاجمين بأبسط الطرق وأجملها؟ وأي لاعب سيقود فريقه للحفاظ على موقعه في دوري النخبة لأكثر من 30 عاماً، وسيحقق مراكز متقدّمة وكأسين للرئيس؟

اليوم الخميس 19 أغسطس 2021م ترتدي المكلا وحضرموت والوطن ثوب الحداد، تتوشح بالسواد، كيف لا وقد أفاقت على نبأ رحيل قائد من قادة الكرة، وعلم من أعلام الرياضة، إن المصاب جلل برحيلك كابتن خالد صالح بن بريك.

أتيت من أسرة محافظة متعلّمة، خضت غمار الرياضة، وضعت أسمك بقوة بين كبار نجوم شعب حضرموت، ثم غابت النجوم، فبقيت شمس الدنيا وقمرها صالح بن ربيعة وخالد بن بريك، يقودان عجلة العطاء في النادي الأبيض والأحمر، ويرفدان الجيل بعد الجيل بالإبداع والصمود، وينثران الضوء صباحاً ومساءً لنادٍ ظل بين الكبار لأكثر من 30 عاماً، كلما أصابته كبوة الهبوط، عاد صالح وخالد يمارسان عملية الإنقاذ ويرفعان من أزره ويقودان الكتيبة الحضرمية الوهّاجة للسطوع من جديد، فحققا المنجزات التي لم تتحقق من قبل، حافظا على موقع النادي بين أندية النُخبة، وأحرزا كأسين للرئيس، ومواقع متقدمة في الدوري، وقاداه الى بساط التألق الخارجي ليكتب إسمه بين كبار الأندية الآسيوية والعربية، في الأردن والسعودية والبحرين وسلطنة عُمان.

ارتدى خالد قميص المنتخب، فكان ذلك المهندس الرائع الجميل في وسط الميدان، كما كان يفعل بفنياته الراقية في بارادم وجميع ملاعب الوطن، ينسلُ بحرفنة من خصومه، ويمرّر الكرة على طبق من ذهب لمهاجميه ليجعلهم في مواجهة واضحة مع المرمى، ثم واصل المهمة مدرباً وطنياً يُنتظر منه الكثير.

إننا ونحن نُنعيك اليوم، وأنت تتأهب لتفرح بإبنك صالح، نُنعي أنفسنا، ونُنعي كرة القدم والرياضة، ننعي كل جميل شاهدناه واستمتعنا به، نُنعي من أخلص لناديه ومنتخب بلاده.

نتقدّم بخالص العزاء، وأصدق التعازي، لوالدك الشيخ صالح سالم بن بريك، وأولادك صالح ومحمد وأحمد، وشقيقك الأستاذ سالم صالح بن بريك، والدكتور فائز وأحمد وعمر، وأسرتك، ومحبيك، وجمهورك، ومعجبيك، وكل الوطن.

هنا تتوقّف لغة الكلام .. ورئة الملاعب .. رحم الله “أبا صالح”، نجم الكرة ورئتها وقلبها النابض.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

زر الذهاب إلى الأعلى