مقالات وكتابات رأي

السلاح ولعبة الموت في اليمن

ليست الثقافة شهادة ومنصب والحال على أرض الواقع يندى له الجبين ، وليست القبولة دستور إلهي لا يتغير ولا يتبدل ، السلاح بلاء مستطير وعادة قبيحة ونتائجها وخيمة ودامية في كل زمان ومكان ، ماعرفنا لعبة الموت وإزهاق الأرواح إلا والسلاح فوق الأكتاف محمول أو مختفي بين الأعطاف ، أف لهذه الثقافة التي أصبح الموت فيها حديث السمار ومدح الشعار …

كم قصص سمعناها يشيب من ذكرها الولدان وكم حوادث رأينها يفجع القلب والسبب سلاح محمول على الأكتاف ، كم ذرفت العيون دم على قتيل بغير ذنب قتل وكم امرأة حامل أزهقت روحها بسبب قطعة أرض أو عود سدر لا يسمن ولا يغني من جوع …

هذا ابن طار عقله لأنه قتل أبيه عن طريق الخطأ وذاك الأب أصبح في عداد الأموات لأنه قتل نفسه خطأ ، لن أحكي قصة ونقول هذا ما حدث بل هذه عينات من عشرات الآلاف من الحوادث تحصل شبه يومي وكلها وأصلها التفاخر بالسلاح أو إطلاق الأعيرة النارية في الأفراح والمناسبات ، حتى أن السلاح بيد من يجيده ومن لا يجيده وتلك الطامة الكبرى والجريمة التي لا تغتفر …

قالوا السلاح باليمن مفخرة وعز وشهامة ،وأي عدو يفكر في غزو اليمن سيجد ذئاب مفترسة لان السلاح يعد بالملاييين مع الشعب اليمني ، وهذا الرهان سقط واضمحل وذاب كالملح في الكأس، فليس هناك ذئاب كما كنا نعتقد بل حفنة لا يتجاوزون 8% أذاقوا الشعب اليمني المر والويل ،ودخلوا إلى حيث تعلمون، وهانحن نستنجد بأهل السودان ودول الخليج لكي نحرر بلدنا فسقط رهان السلاح إلى الأبد …

هناك قاعدتين ثابته في قاموسي الأولى نمتلك جيوش للإستعرض العسكري في المناسبات وعندما يجد الجد يوجه هذا الجيش سلاحه لصدر مواطنيه بكل شراسة وقوة …
القاعدة الثانية نمتلك نحن الشعب سلاح لا يحصى وعندما نحتاجه في الظروف الحالكة والصعبة نوجه لقتل بعضنا البعض ، بكل حقد وضغينة وكراهية ، وهنا تكثر الخيانة والبيع والشراء والوقائع والأحداث خير شاهدة على ما يحصل جهاراً عياناً…

فمتى نحكم العقل ويصحو الضمير الإنساني ويجعل للبشر قيمة للنفس والمال ،كما يأمر ديننا وإسلامنا ؟!!!
متى نعيش كما تعيش الدول المتطورة التي يقودها القانون والنظام وليس القبيلة ؟!!
فهذه صرخة لمن له عقل أو ضمير أو دين، أتركوا السلاح من أيديكم وضعوه عن أكتافكم فقد أرهقتم أنفسكم وقطعتم أوصال بعضكم .
السلاح يحصد الأنفس كما يحصد الزارع مزرعته مابين عشية أو ضحاهاينتهي كل شئ بطلقة وتبقى الأحزان والدموع والحسرات .

السلاح والقات هما سم اليمن الزعاف ، وهما قمة التخلف والجهل ومانعيشه منذ عشرات السنين خير شاهد ودليل وبرهان قاطع …

هناك من يحمل قلمه وفكره ليبني ويجعل مدينته لؤلؤة تخطف الأبصار …
وهنا من يضع سلاحه على كتفه مستعرضاً عضلاته ومهدداً كل دابة تدب على الأرض يقتل ويسلب ويختطف ،وقاته بين لحيييه لا يفارقه لا ليلاً ولا نهاراً يخطط ليهدم وينصب ويحتال ويغش وما وصلنا إليه من حال يرثى له ماهو إلا نتيجة ما ذكر آنفاً …

فهل من صحوة نستعيد بها معنى الحياة والأمن والأمان ويحكمنا القانون والدستور وليس قوة السلاح أو الشيخ زعطان أو علان ، فالمقابر تأن من زحمة الموتى وأنين المظلومين .

صرخة لكل مثقف ومتعلم ورجل دين أن نجعل مستقبل الأجيال ينعم بالأمن والخير والعطاء ، أسوة ببقية دول العالم المتحضر فهناك يحملون العلم والثقافة وهنا نحمل السلاح في صحونا ونومنا وقطعة سكين أو مسدس كأن الواحد منا طائرة حربية تعلن حالة الطوارئ …

هل نجيد لعبة الموت بكل هذه البساطة ونغرسها في عقول الأجيال والأبناء ونطعمهم الثأر وعندما يجد الجد يهربون كالخرفان وصدق الشاعر عندما قال (( أسد علي وفي الحروب نعامة …)) ؟!!!!.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى