مقالات وكتابات رأي

النشاط الثقافي

الفكرة هي الإنسان.. الإنسان كائن الفكر… ثم تبلورت الفكرة كلمةً ، والكلمة صارت ثقافة.. الثقافة سجل الحياة ، قوانين العيش ، الثقافة تعاليم الحياة جميعاً ، نحنُ نطبق الثقافة بدءً من أنفسنا ثم الى الآخر ، فإذا كانت تعاليمنا صائبة صحيحة ستكون حياتنا النفسية الداخلية ناجحة ، ولكن في حال عدم صحة ثقافتنا ستكون حياتنا الذاتية في شقاء ! كذلك مع الآخر .. من الأب إلى الأم إلى الزوج والولد… وإلى الجار وأبن البلد..الخ.. ستكون مدى نجاحاتنا في العلاقة مع الكل رهن نوعية ثقافتنا.

*الجهل* ذلك السرطان الفتاك الذي من الصعب إستئصال شأفته من المجتمع وذلك كونه يتطلب علاجات مركبة على المدى الطويل ، وأنما باﻹمكان التخفيف من حدة أﻵمه المزمنة .

ولنعترف نحن كشعبٍ يصارع ويلآت الحياة بأننا نعاني جداً من التخلف الثقافي الحضاري ، لهذا تجد مجتمعنا منخوراً بالأمراض الإجتماعية مثل الجهل والخرافات والفقر والتعصبات…والقبليات والطائفيات…الخ. مجتمع مثلنا هو بأمس الحاجة للتثقيف الحضاري ليعرف سبل العيش الأفضل ، بعيداً عن الجهل الذي يؤدي بنا إلى الكسل واليأس والظلم والفقر والحروب والقتل واﻹنتحار.. كل ما لدينا من مقومات عيش وبُنى تحتية ومؤسسات سياسية إجتماعية وثقافية هي بلورة للعقلية والثقافة التي نمتلكها حضارياً…إذا كان الحاكم ظالماً هذا لأنه ثقافتنا تنتج حكاما ظالمين…إذا كان لدينا راشٍ أو سارق أو قاتل …هذا لأن ثقافتنا صارخة تتمخض وتنتجهم لنا…

في ظل هكذا ثقافة من السفه والعيب أن نفكر في حياة أفضل ، في ظل ثقافة الظلم والجهل والضحالة الحضارية من العبث أن نتوقع حياة زاهرة بالعلم والإنسانية والمدنية والرقي الجوهري…في ظل عقلية متعصبة خرافية من الخطل والخلل أن نتوقع عالماً يسوده الخير والسلام والسعادة…ونحن كشعب نقبع في آخر نقطة لقاع محيط الثقافة وإنتاجها بين البلدان ، لهذا لايجب أن نتوقع من هذا الشعب أن يغيّر حياته في ليلة وضحاها…الشعب الذي نتوقع منه اعمالا جبارة يجب أن يكون في مستوى راق عالٍ جبار.. الشعب الذي نريد منه أن يبني وطناً يجب أن يكون أولا قد بنى نفسه…

في هذه المرحلة من تاريخ شعبنا أرى من العقل والصواب أن أضع كل أملي في العمل الثقافي… كل أملي ينصب في التمهيد الثقافي للغد الآتي… إذا تحرر الإنسان من الجهل وقام بتكسير قيوده بمعاول العلم المعرفة سيبني ذاته ووطنه بأفضل وأسهل السبل وبعيداً عن الخسائر والخيبات والنكبات التي تأتي بالويل والثبور الجسيمات التاريخيات للشعب… كل أملي هو الفكر والكلمة والثقافة من اجل إنسان سيأتي غداً سعيداً عالياً بالإيمان محمل بسحب الأخلاق فاحشا بالعيش الكريم… لهذا الثقافة سبيلي وهدفي ، وأشد على كل يد وعقل ينتج الفكر ويتقن الكلمة ويعي مفاهيم الثقافة أن ينشرها لغرض التنوير والتبيين للناس ، الجهل هو الوجه اﻵخر للموت أو هو جسد الموت أو روح الموت كيفما راق لك سيدي القارئ التشبيه أستخدمه لتتعرف على الجهل بسيماه وما أكثر الندبات التي لا تلتأم والجراح التي لا تلتحم ، وأسبابها *الجهل* وأنه لا أهون أن يقع اﻹنسان بين فكي الضباع لا الجهل … حتماً لا أجيد التعبير عن رسالتي وما وددت إيصال مستشعراته لتلامس فكر القارئ الكريم ولكن ينتابني ذلك الحس المرهف بأن الرسالة وصلت وشوهدت وقرأت وفهمت .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى