تجاذبات الحضارم

اخبار دوعن / مقال لـ سالم صلاح مدفع
ندرك جميعاً بأن حضرموت هي هوية جامعة لكل الطيف الحضرمي بمختلف انتماءتهم
ومشاربهم.
وهذا يعني بأن مايجري على الساحة الحضرمية من حراك مؤيد ومعارض لكلا طرفي
الأزمة لا يمثل الطيف الحضرمي ككل، ولا يمكن اختزال المشهد في حراك يقوده حلف
قبائل حضرموت في مواجهة المحافظ في تقاطع مصالح جلي مع المجلس الانتقالي مناهض
لتحركات الحلف داخل المحافظة.
فحضرموت أكبر من ذلك من الناحية السياسية الواقعية.
بحيث من الممكن أن يتم تصوير المشهد في تيارين متصارعين على الزعامة في حضرموت
مع اغفال صوت الغالبية الحضرمية المتحفظة على الحراك الدائر، والذي لم تشارك
فيه ولم تؤيد بشكل فعلي مخرجاته.
يقابل هذا التحرك فريق معارض في مقدمته المحافظ، ويتصدره حضارم المجلس
الانتقالي بتناغم جلي مع مركز قيادة المجلس الانتقالي.
إنما ما أردت تبيانه في هذا المقال بأن الطيف الحضرمي لا يمكن اختزاله في
جهتين مهما كان حجم التأثير لكليهما على واقع حضرموت.
ففي حضرموت لا يمكن تجاهل وجود حضارم بانتماء حزبي على غرار الأحزاب اليمنية
“المؤتمر الشعبي العام، حزب التجمع اليمني للاصلاح، الحزب الاشتراكي، الحزب
الناصري، ناهيك عن المكونات الأخرى والتجمعات القبلية الموزعة الولاءات بين
مختلف الأطر والأحزاب والمكونات شمالاً وجنوباً ” من غير أن نتحدث عن الفئة
الصامتة والتي لم تحدد توجهها الى هذه اللحظة.
وهذا يضع صورة مغايرة في قراءة المشهد السياسي في حضرموت ومدى التأثر والتأثير
بين مختلف الأطراف والتي ربما تتماهى جزئياً في مرحلة ما كقوى سياسية، الا
أنها تظل محتفظة بثقلها وقاعدتها الشعبية والتي ربما لا تؤيد مسارات اليوم،
ولديها مسارات أخرى فرضت عليها الظروف التريث وتأجيل الإفصاح عنها لحين يكون
الحديث عنها ذا جدوى.
فما قصدت إيصاله هو أن حضرموت لديها من التنوع الكثير وليس لديها رؤية واحدة
يتشاطرها الجميع، وهذا الطرح يتعزز ويبرز كلما تصدر المشهد طرف معين، رأينا
آخرين يضعون طريقاً آخر لمسار حضرمي إما محلي او خارجي مرتبط إما بارتباط
شمالاً او كان ذلك الارتباط جنوباً.
لتظل حضرموت “كحصان طروادة” يتجاذبها كل من يريد أن يحقق مكسباً سياسياً في
غياب الرؤية الجمعية والعدالة الاجتماعية وتكافئ الفرص.