خور المكلا من انجاز عظيم الى مصدر خطر على المدينة وسكانها !!
خور المكلا من انجاز عظيم الى مصدر خطر على المدينة وسكانها !!
أخبار دوعن / كتب عبدالحكيم الجابري
في السنوات الخمس الأخيرة ساء وضع خور المكلا.. ولم يعد ذلك المعلم الجمالي والسياحي الذي ازدانت به عاصمة حضرموت، والذي تحقق لها ضمن عدة مكاسب كبيرة في ظرف أشهر من العمل الجاد ومن خلال قيادة صادقة وحازمة ومتفانية، واليوم يتحول الى مصدر تهديد حقيقي لحياة المواطنين، من خلال تلوث الهواء السام، الذي أصبح الخور مبعثه.
لقد فقد خور المكلا طبيعته كمتنفس وحيد في المدينة، بعد أن بات الخور بمحيطه بيئة ملوثة، بعد تعرضه للتلوث البيئي، الذي طال مياهه التي تتلقى النفايات المختلفة من مجاري وغيرها، وكذلك اختفاء المساحات الخضراء والشجيرات التي كانت تمنحه جمالا، وبات تلوث الهواء يتجاوز حدود منشأة الخور ليغطي مساحات واسعة من المنطقة، ويتأثر المواطنون والسكان من الروائح الكريهة المنبعثة منه بشكل دائم، ويزداد انبعاثها في ساعات الليل، وتكون أضرارها أبلغ في ظل الانقطاعات الدائمة والمتواصلة للكهرباء في المدينة.
اذا كانت الروائح الكريهة المنبعثة من خور المكلا تؤثر على سكان المناطق المحيطة والقريبة نسبيا منه، فكيف الأمر اذن بمن يضطرون للمرور أو الجلوس فيه لفترة قصيرة، فان الاختناق بسبب هذه الروائح أمر مؤكد، مايدعونا الى أن نطلق نداء لكل من تبقى بداخله ضمير في السلطة المحلية بساحل حضرموت، والى الادارات المعنية في مديرية المكلا والاشغال العامة وصندوق النظافة والصحة والسكان ومعهم ادارة خور المكلا، لأن يعملوا حلا عاجلا لمشكلة التلوث البيئي، الذي يشهده خور المكلا وتزداد تعمقا وضررا على المدينة وسكانها، وأن تتم على الأقل عملية تنظيف دوري له، والمنع الفوري لتفريغ النفايات أي كان نوعها سواء من مياه المجاري أو غيرها في حوض الخور.
حافظوا على ماتبقى من انجاز ومكسب عظيم حققه للمكلا وحضرموت، واحد من غير ابنائها ولكنه خدمها بضمير انساني، وبعقل مسؤل، وبقلب ابن من أبر أبنائها، فحافظوا على ماتبقى من خور المكلا، فهو أحد انجازات وبصمات تخلد الشهيد عبدالقادر علي هلال، ولا تجعلوا حقدكم وعجزكم يبلغان بكم الى حد محاولة طمس انجازات بحجم ساحة العروض وخور المكلا وكورنيش المحضار وشارع المطار والطريق الدائري، لأن كل تلك الانجازات هي شهادة على روح المسؤلية والاخلاص والتفاني التي تميز بها “هلال”، ونتمنى اليوم أن يمتلك مسؤلينا (الحضارم) 10% من تلك الروح الطاهرة، التي نسأل الله عز وجل أن يجعل مسكنها الدائم الفردوس الأعلى من الجنة.