رباط باعشن … ذكريات انزلاق صخري ومخاوف من التكرار
تقبع منطقة رباط باعشن في أقصى وادي دوعن الأيمن يحتضنها الجبل ، ويعيش أهلها حياة البساطة ، يمارسون حياتهم اليومية بشكل اعتيادي ، فتجد أسواقها كعادتها تعج بالباعة والمشتريين من داخل الرباط وخارجها ، وتعتبر رباط باعشن مسقط رأس العديد من بيوتات المال المشهورة في المملكة العربية السعودية ، وخرج منها الكثير من المشاهير ، وسيبقى الرابع من ديسمبر 2011م محفورا في ذاكرة أبناء الرباط ودوعن بعد استيقظوا على خبر سقوط 40 منزلا في جور بحمد بمنوة بالرباط ، بسبب انزلاق صخري للركام الصخري الناتج عن عدم استقراريه الصخور بسب وصول زاوية الاحتكاك إلى صفر مما أدى إلى هذه العملية نتيجة لـتشبع الركام بالمياه العادمة ومياه الأمطار والتصريف العشوائي لمياه الصرف الصحي ، وصارت حينها رباط باعشن مادة إعلامية دسمة لمختلف الوسائل الإعلامية ، وبعد مرور أكثر من أربع سنوات لم يتغير من الوضع شيئا .
المهندس الجيولوجي صلاح أحمد بابحير مدير مشروع خارطة الغطاء الصخري بحضرموت – شبوة – المهرة أوصى في تقريره الذي أعده آنذاك في جانبه الوقائي بعدة أشياء للمعالجة من بينها استبعاد مصب المجاري (مياه الأمطار ) من أعلى المنحدر ومنع التوسع أسفل المنحدر قبل أن تتم المعالجات الوقائية والإنشائية بمنطقة الدراسة ونشر الوعي بين المواطنين من قبل المجلس المحلي بالمديرية ومنع تصريف المياه العادمة باتجاه الانقطاعات بالمنحدر السفلي وإقامة شبكة مجاري وأيضا إزالة الأنقاض ورفع الأنقاض من على الطريق وإزالة المنازل الآيلة للسقوط ورصف مجرى الماء الذي يأتي من أعلى المنحدر بهيئة ساقية بين المنازل وغيرها من المعالجات التي شملها تقريره في المحورين الوقائي والإنشائي مع أن التوصيات تؤكد أن الموقع واقع في خطر قائم والتأكيد على أن جميع المعالجات المذكورة في التقرير بحاجة إلى تنفيذها وهو مالم نلمسه على أرض الواقع بعد مرور أربع سنوات .
أتمنى أن يقوم أبناء رباط باعشن في الداخل والخارج بدورهم لأننا اليوم نعيش في عصر اللادولة إن جاز لنا التعبير ولن يكون مستمع لمطالبهم طالما أن البلاد بأزمة سياسية لكن هذا لايعني أن ينسى أبناء الرباط منطقتهم وحوفا من تكرار كارثة الرابع من ديسمبر ومتابعة التقارير الفنية قبل أن تصاب الرباط بمكروه عافانا الله وإياكم من أي مكروه