على قدر القوة تأتي المسؤولية
أخبار دوعن / بقلم /عبدالله الحداد
على قدر القوة تأتي المسؤولية” هي عبارة بسيطة لكنها قوية تدعونا جميعًا إلى استخدام قدراتنا وامتيازاتنا بشكل مسؤول وأخلاقي.
تشير هذه العبارة إلى أن القوة الكبيرة تأتي مع مسؤولية كبيرة ، وتعتبر قاعدة تأتي ضمن المسؤولية الاجتماعية سواء كان على نطاق فردي أو كيان مجتمعي.
كلما زادت قدراتك وامتيازاتك، زادت مسؤوليتك في استخدامها بشكل أخلاقي وفعال.
للأسف أقوياء دوعن كيانات وأفراد لا يعترفون أو لا تلزمهم هذه القوة بمسؤليتهم تجاه أهاليهم بدوعن.
هذه مأساة لا يعيها المعنيين بها وما يحصل عبارة عن تداعيات لقلة وعيهم لمتطلباتهم للتعايش ضمن نظام مجتمعي انساني. وأن قدموها يعتبروها منحة منهم أو معروف يقدمونه وليست مسؤولية تقع على عاتقهم ملزمين بها.
لهذا سينحدر المجتمع على مستوى دوعن أو حضرموت للتفكك دائما وأبدا ولن يستوعب كبيرهم صغيرهم ولا يحمي قويهم ضعيفهم.
عندما اتحدث واشير إلى أولي القوة فإنني اتحدث عن المسؤولين الذين ينتمون لدوعن أيا كان موقعهم، نتحدث عن السياسيين وقوتهم في التأثير وتحريك مسار الدولة أو المسؤولين ذوي القرار، نتحدث عن المناصب والمشائخ والمقادمة في أي مكان وينتمون لدوعن ولديهم من الوجاهة في التأثير على أيا كان أو ينتمي لهم و يمكنه أن يحرك الماء الراكد بدوعن، نتحدث عن الأساتذة والدكاترة والاكادميين الذين يمكنهم أن يشيروا بأفكارهم ووعيهم إلى مظالمنا ،نتحدث عن أصحاب الأموال والأغنياء والأثرياء عن أصحاب الشركات الكبيرة والمؤسسات الضخمة في الداخل والخارج عن دورهم في بسط قوتهم وتسخيرها وتوجيهها لرفع الظلم والظلمات عن أهلهم في دوعن بدلا من رفع أرباحهم ومعدل نمو مبيعاتهم ، نتحدث عن رؤساء الأحزاب والمكونات السياسية وعن المدراء في المؤسسات والمنظمات المجتمعية المحلية والأجنبية والذين ينتمون لدوعن وهم في أحسن أحوالهم سواء بداخل حضرموت او خارجها والذين يرون أن انتمائهم وولائهم لمنظماتهم أكبر من انتماءهم لوطنهم.
دوعن ليست يتيمة من رجالها فأهلها يتربعون القوة بذاتهم ولكن لا نعلم هل يتعمدون نسيان وتهميش دوعن أم انهم لا يدرون أن هذه القوة التي يمتلكونها لدوعن أرضها وانسانها حق فيها وليس من حقهم أن يسخروها بشكل اجمالي لصالحهم الخاص أو صالح مؤسساتهم أو منظماتهم أو من يرون مصالحهم فيها.
هذا أشبه بتعايش الغاب وأن كان في الغاب توجد كائنات تعترف بهذا وتعيه، فالحيوانات القوية تتحمل مسؤولية كبيرة تجاه مجتمعاتها والنظام البيئي ، فهي تستخدم قوتها لحماية الضعفاء، وتعزيز الاستقرار، وتربية الصغار، في مجتمعها، ونقل مهاراتها وقدراتهم لهم فمتى سيعي هؤلاء مثل وعي كامل الكائنات على وجه الأرض أن القوة تأتي مع مسؤولية عظيمة .
إن طبيعة البشر منذ فجر التاريخ السعي لامتلاك القوة واكتسابها، سواء كانت قوة جسدية أو عقلية أو اجتماعية أو اقتصادية، وهذا سعي مشروع فالمؤمن القوي خير وأحب الى الله من المؤمن الضعيف ، ولكن مع كل قوة تأتي مسؤولية عظيمة.
القوة بجميع اوجهها سواء كانت قوة مالية أو سياسية أو وجاهة اجتماعية أو منصب بكيان أي كان عام أو خاص لا يجب استخدامها لتحقيق المصالح الشخصية فقط، بل يجب استخدامها لمساعدة الآخرين وتحسين المجتمع فالعديد من التداعيات السلبية على الفرد والمجتمع منها انتشار الظلم والفساد وتفاقم المشكلات الاجتماعية وضعف التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع و انهيار الثقة بين المؤسسات والأفراد ماهي إلا تداعيات بسيطة لعدم اسيتعاب هذه المسؤولية.
من هذا المنبر وفي هذه الأيام المباركة، ندعو وننادي ونناشد كل من يملك قوة، أي نوع كانت، لاستخدامها وتسخيرها لخدمة مجتمعاتهم وأهاليهم وضعفائهم خصوصا في هذه الأيام العصيبة الذي يأن فيها وادينا المبارك تحت وطأة ظلم وظلمات وتجاهل وإنطواء كل ذي قوة حول انفسهم ونذكرهم إن القوة أمانة عظيمة، وواجب أخلاقي يقع على عاتق كل من يملكها ، فمن واجبنا جميعًا أن نستخدم قوتنا لخدمة الآخرين، وجعل دوعن و حضرموت مكانًا أفضل للجميع وهذه الأيام المباركة هي فرصة عظيمة للتأمل في مسؤولياتنا تجاه مجتمعاتنا وأهاليهم وضعفائهم.
فلنغتنم هذه الفرصة لتعزيز التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع، ونجعل من قوتنا مصدر خير للجميع ونرفع جميعنا كل من موقعه ما حال بنا من ظلم وظلمات والله في عون العبد ما كان في عون اخيه.