للأسف هذا هو الحاصل ؟!!
بقلم / سالم بجود باراس
كلا يغني على ليلاه وكلا يريد مايتمناه.
الطبيب يتمنى في قرارة نفسه أن يكثر المرضى وتنتشر الأوبئة لكي يزيد رصيده من
ذوي العاهات والأمراض من الفقراء والمساكين.
النحال -وهو صاحب النحل- يتمنى أن يكثر النوب ولو يغطي الكرة الأرضية ولا
يبالي بمن تلسعه النوب من البشر .
تاكسي الأجرة وما شاكله في مهنته يتمنى كل شخص لا يستطيع أن يشتري سيارة لكي
يكسب ويدخر.
الموظف المرتشي يتمنى عرقلة كل المعاملات من المسؤولين لكي يملئ جيبه بالسحت
والحرام .
جندي المرور يتمنى كل صاحب مركبة مخالف لكي يشفط ما بقي من الجيب .
صاحب الدكان والتاجر يتمنى أزمة خانقة في البلاد أو حرب طاحنة لكي يزيد دخله
ولو يموت نص الكرة الأرضية.
تاجر السلاح يتمنى الحرب تدوم وتطول ولو بيده إشراك دول أخرى في صراع يحصل
ببلده لفعل .المهم يتاجر بالسلاح ويكنز الملايين من دماء الضحية.
رئيس الدولة إذا قال له الشعب : كفاية .جهز تنوره وأخدوده وأحرق كل من
يعارضه..والعجيب له زبانية من الشياطين يساعدونه في قتل أهلهم وشعبهم..المهم
لا أحد يستطيع أن يهز كرسي العرش.
الصحفي والمعلم هما الوحيدان الضحية في كل هذه المعادلة.فالصحفي يسعى لينال
شعبه ووطنه الحرية والسلام والأمن ولكن شعبه من يقتله قبل الحاكم.
المعلم يظل كالشمعة يحترق ليضىء النور لأبنائه الطلاب ولكن حالما يشب شاربه
ويرى معلمه يبصق في وجه وربما مر عليه بسيارته الفارهة وهو يموت من الضحك.
للأسف هذا هو الحاصل .وسيظل العرب كرب طالما عقولهم داخل جيوبهم .وطالما أصبح
الضمير عندهم والإنسانية شئ نظري لا يطبق على أرض الواقع .
سنأخذ نموذج فقط مما سرد أعلاه كعينات فقط .الأطباء داخل اليمن وخاصة حضرموت
أعتبرهم مصاصي دماء وجزارين بإمتياز ولا توجد عندهم ذرة إنسانية.يحكي لي أحد
الأصدقاء وهو موظف يقول : ذهبت بولدي لطبيب أعصاب (….) بالمكلا لقد تدينت
المبلغ من صديق .فقبل أن أدخل أخذ المسجل وهو البواب ودعني أسميه عزرائيل
ألفين ريال يمني هذه فقط لدخولك للملك فرعون( الطبيب) ومقابلته لعلاج ولدك ..
وعند دخولك للعيادة الخاصة به.. دخلت عاقلا وستخرج مجنون ..ولا أقول لك ماذا
يجري بالداخل فهناك تجهز المناشير الكهربائية والحرب النفسية فأنت دخلت بولدك
المريض ..عليك بعد أسبوع زيارة طبيب القلب ..
هذا إجرام كبير ..الكفرة في الخارج أرحم وألين قلوبا من هؤلاء وستجده قبل
دخولك عليه ..مسبحته بين أصابعه يسبح ويحمد الله على دخولك إليه وسجادته عند
رأسه.
وصدق قول الشاعر:
إذا سبح القينوط هم بسرقة &&
فأحذر من القينوط حين يسبح .
دخلت مبتسم ووزنك أربعون كيلو ..ستخرج بلا أسنان وسينقص وزنك إلى عشرون كيلو
هذا طبعا مجازا لما سيحصل لك عند هؤلاء المجرمين من الدكاترة..
أولا من أين جاءت كلمة حق (الدخولية) لو كنت عالم لأفتيت بحرمة ذلك وكل ريال
بهذه الطريقة حرام وسحت.. فاتقوا الله في المرضى.. الشعب يموت كونوا معه وليس
مصاصي دماء وجيوب والله المستعان. .
وما خفي كان أعظم من إتفاقيات مع أصحاب الصيدليات ليكتب أتفاقية أوسلو من
الأدوية.. ليحصل على نسبة آخر الشهر.
للاسف هذا ما يحصل في حضرموت.. فأهل مكة أدرى بشعابها.
ولن تكنزوا إلا الموت والمرض والسحت.. فأنتم دكاترة القلوب والابدان.. وليس
دكاترة الجيوب ومصاصي دماء.