لو علمتم الغيب

قال الإمام علي كرم الله وجهه ” من اعتمد على حسن اختيار الله له لم يرض بغير
ما اختاره الله ولو علمتم الغيب لاخترتم الواقع“
بالتأكيد فمن منا يعلم الغيب ؟ فلا يعلم الغيب إلا خالقنا ورغم ذلك نظل نحلم
ونخطط ونأمل بواقع أفضل نعيش فيه ويكون أروع من حاضرنا وندوس على قدراتنا
اعتقاداً منا بان هناك الافضل.
نعتقد أنه لو حصلنا على مانطمح له ستكون سعادتنا دائمه وعندما نحصل على
رغباتنا تتلاشى سعادتنا وفي النهايه قد تفوت علينا العديد من الفرص والمزيد من
الحسره والندم…..فنحن نصبر قليلا ونشكو كثيرا وكل منا يعتقد انه اتعس مخلوق
على وجه الارض ومن شده اشتياقنا لما نفقده لاندرك قيمه مانملكه ولا نستمتع به
وننسى ان نشكر الله على الموجود ولو نظر كل منا الى غيره بمنطق واعي لوجد نفسه
محظوظاً ولكن مع الاسف كل العالم يشكو حظه فنحن نطلب كل شي في الوقت نفسه
الصحه والمال والجمال والنفوذ والقوه والعزوه……..
على كل انسان ان يرضى بما حققه لان لكل منا قدره محدوده لايستطيع ان يحقق
لنفسه اكثر منها وعليه ان يتعايش معها ويسعد بما وصل اليه فلكل منا نصيب من
السعاده كثر ام قل ونصيب من الهم يكفي لشقائنا طوال الوقت لو اردنا.
من الطبيعي ان كل انسان منا يحلم ان ينال اعلى المناصب والمراتب ويرى انه
يحتاج الى المال لتحقيق طموحاته لكن هل نتوقع ان نشعر بالسعاده لو حصلنا على
ذلك….لسيت نظريه تشاؤم ولكن ميثاق بينا وبين انفسنا بالقناعه فمغريات الدينا
كثيره وتجذب الجميع لكن بحدود فمن ينكب عليها دون تحسب للنتائج هو الضعيف
الطماع.
مهما حدث لنا ليس لنا سوى الصبر والدعاء والايمان بأن الله ما من داء إلا
وانزل الله له الدواء
علمه من علمه وجهله من جهله لذلك يجب علينا ان نجعل الفرح شكرا والحزن صبرا
فهو سبحانه من اضحك وابكى فلا نجزع او نيأس وان نتعامل مع الاحداث بانها من
عند الله ونضع نصب اعيننا ان لا حزن على ما فات ولافرح بموجود ولاخوف من
المستقبل.
فالثقه بالله ثم بالنفس تعالج كل همومنا والايام كفيله ان تنسينا متاعبنا
وتشعرنا على الاقل بالسلام الداخلي الذي يولد الامان وان نحب الحياه كما هي
وان نحب انفسنا ومن حولنا كم هم.
فهذا بحد ذاته يجعل الحياه تبدو افضل واقرب الى القلب فلا ننتقد ظروفنا ولنبحث
عن الجوانب المشرقه في حياتنا حتى نكون متفائلين على الدوام ولاحيله امامنا في
مواجهة ظروفنا المؤلمه والقاسيه سوى الصبر والدعاء