مناهج التعليم باليمن السم الزعاف
مايحز في النفس ويدمي القلوب ،هذه المناهج الشيطانية التي جعلت من فلذات أكبادنا، عقول متحجرة ،وبلاهة واضحة للعيان ، عندما تأتي أختبارات أولادنا نتصبب عرقاً، ونحن خريجي الجامعات ، وأصحاب الشهادات العليا ،تلك مادة العلوم بثلاثة كتب ،وفيها علوم أرخميدس وأفلاطون وفلسفة أرسطا طاليس، أيهما وجد أولاً الديك أم الدجاجة وهلم جراً ،ثم نتصفح منهج الإجتماعيات للصف السادس ،وإذا به ثلاثة كتب، كالحمار يحمل أسفاراً ،وفي طيات كل كتاب ثورات وبراكين وتضاريس العالم العربي والأوروبي ، ودول قتبان وماخفي كان أعظم في بقية المناهج .
حرب مستعرة ومقصودة لتفتيت وتحطيم هذا الجيل الصاعد ،فكل المناهج سم زعاف ، ودعنا نأخذ عينة من مرحلة التعليم قبل وصولهم للثانوية العامة ،يخرج الطالب بعد تسع سنوات من الحمل في رحم مدرسته ،عاق ،جاهل ،متخلف ، لأنه ظل تسع سنوات في سجن كوانتانامو يدرس عشرات الكتب ومواد كثيرة وجمة ،تجعله يحصل على شهادة البروفيسور ،ولكنه يخرج صفر اليدين ،ولو كان من الأوائل ، ضعيف في اللغة العربية ضعف يندى له الجبين ،لا يستطيع أن يتذكر أي شئ مما درسه من عشرات الآلاف من الصفحات ،والسبب بكل بساطة المناهج الشيطانية لفلذات أكبادنا ، ليس الأمر طباعة كتب بين الحين والآخر ،أو أجزاء كتب في الفصل الأول ،المسألة تخطيط خبيث ومدمر لعقل هذا الطالب ،ولكن لماذا مادة الإنجليزي جزء واحد ؟!!!!!! وبدأت من السهل ومن الحروف إلى الصعب بتدرج سلس ودروس شيقة وممتعة ،بعكس بقية كل المناهج ؟!!! هذا السؤال لمن له عقل سليم ، لتعرف سر المناهج الشيطانية .
أما التربية الإسلامية والقرآءن فقد خطط لها بخبث ،ففي الصف الخامس لا تعرف القرآءن من الفقه والعبادات والحديث ،فقد أختلط الحابل بالنابل لإبعاد الطالب بدون شعور عن دينه، والخطة برمجة الطالب تلقائياً في المستقبل ليفهم أن مادرسه يعتبر كله كلام واحد لافرق بين قرآءن وإسلامية.
لماذا كثرة الحشو ولماذا تشتيت الطالب بعدة كتب في اسم واحد كالإجتماعيات والعلوم ،ولماذا أكثر مناهجنا كالمجنون نحاول أن نستفيد منه ؟!!!!!
لم يراعي أبداً واضعي المنهج ،عقول الطلاب الغضة الصغيرة ،بل وضعت المناهج بعلم نفساني خطير ومتعمد، لإبعاد الطالب عن حب العلم والتعلم، وإجاد عقدة نفسية عنده ،من كافة العلوم والمواد الدراسية ،لذا يجعل الغش الرسول الخفي بينه وبين المواد التي يدرسها ، للوصول للنجاح المزعوم ،وهذا ما أراده عباقرة هذه المناهج ،وهو الهدف المطلوب ،وبالفعل نجحوا نجاحاً منقطع النظير .
جاءني الكثير من أبناء الطلاب يشتكون ويتذمرون من واقع أليم في المناهج التعليمية ، والله شئ يفتت القلب تجد طلاب في تاسعة الأخطاء الإملائية مخزية في كل دفاترهم ،لا أتكلم عن نسبة قليلة بل نسبة كبيرة تقارب 90% من طلابنا ، أضف لذلك ظاهرة الغش التي تسري بمدارسنا كالدم في الوريد ،إنها عدوى بل لعنة نزلت علينا من السماء.
طبعاً للمعلم نصيب الأسد ،فهو تعلم منهج لا يعرفه ، كاللغة الصينية ،ببغاء تتكلم ،ثم يقلد بعض ماتعلمه للكتاكيت الصغيرة ،وخذ مثلاً مدرس الفيزياء يتعلم عناصر وأسماء والله ثم والله لا يعرفها هو ،المغنسيوم ،المنجنيز ،ووووالخ ،عجيب ألم أقل لك ،إنه يتكلم لغة صينية ، وهو لا يشعر ،وواضعي المناهج يلعبون لعبة الفأر والقط ،هذا الجزء الأول للفصل الأول ،ويتم استبدال الكتب ،بطبعة جديدة ،ومنهج جديد ،وهلم جرا كل سنة منهج فعند كل تخزينة قات يصدر منهج جديد ،شعب متطور ،كالثعبان يخلس جلده كل سنة .
هذا الموضوع طويل وذو شجون وجراحه كثيرة وجمة ،ونقول الله يكون بعون كل أبنائينا الذين يدرسون لغات كل العالم الهندوس والكاثوليك، وثقافة أفلاطون، وأرخيميدس، وعدد ماشئت ،وفي نهاية المطاف لو كتب أحد طلابنا رسالة ،لا تدري ماذا كتب ،أهي لغة فرعون أم خط المسند ،أم شفرة سرية للمخابرات الإسرائيلية ؟!!!!!
إن لم تتغير مناهجنا للأفضل،ويوضع لها خبراء ومتخصصين عالميين ، وتتحد مناهجنا مع المناهج العالمية، التي حققت نجاحاً ملموساً ،في مجتمعاتها ، ، إذا بقي الحال كما هو ،كبعير المعصرة يدور حول نفسه ،فاقرأ على كل طلابنا الذين درسوا ست عشر عاماً، فاتحة الكتاب ،وكل الكتب التي درسوها والتي تشمل هرم خوفو ،أو فندق خمسة نجوم ، نقولها ونرددها مناهجنا سم زعاف والله المستعان.