من جماليات إدارة صندوق النظافة والتحسين بوادي حضرموت [حصن سعيدية بشبام ] شاهد تاريخي على اتفاقية القعيطي والكثيري لتقسيم مدينة شبام

من جماليات إدارة صندوق النظافة والتحسين بوادي حضرموت
[حصن سعيدية بشبام ] شاهد تاريخي على اتفاقية القعيطي والكثيري لتقسيم مدينة شبام
جمعان دويل
تكمن جمالية وادي حضرموت بالإرث التاريخي والحضاري وما خلفة السابقون من
شواهد وآثار منها اندثرت ومنها لازالت شامخة شموخ جبال حضرموت تخفي بين
جدرانها قصص وروايات وشواهد على حقبة من الزمن عاشها وادي حضرموت وخاصة
تلك المدن والمناطق التي تحتضن تلك الحصون والقلاع .
إدارة صندوق النظافة والتحسين بوادي حضرموت بقيادة المهندس الشاب / عمر
صالح سليم في تبنيها تحسين مدن وادي حضرموت الرئيسية في مداخلها واستغلال
الجزر والجولات الداخلة والخارجة لتلك المدن بنصب جماليات تاريخية لكل
مدينة لتعريف الجيل الحالي والزائر لتلك المدن هذه القصور والقلاع , فتم
البدء بمدينة سيئون في تشجير وتزيين الجزر بالأشجار وتشكيلها والورود
الذي اعطت جمالية تلك الشوارع كما تم نصب مجسم مصغر لحصن الفلس على مدخل
المدينة من الجهة الشرقية في الشمال الغربي لشارع فتدق السلام واستغلال
المساحات امام مسجد الامام الشافعي شرقي مستشفى سيئون العام واصبحت تلك
الجماليات مزارا لأهالي وادي حضرموت مع الاعياد . ثم توجهت إدارة الصندوق
الى مدينة شبام وخاصة المدخل الشرقي بتلك الجماليات واختارت مجسم [ حصن
السعيدية ] الشهير الذي يقع في الجنوب الغربي للمدينة وهو شاهد على حقبة
من الزمن عاشتها مدينة شبام فشهد الحصن اتفاقية مناصفة مدينة شبام بين
القعيطي والكثيري التي لم تدم ثلاثة شهور وآلت المدينة بأكملها للقعيطي
كما اخبرني استاذي وزميلي الاعلامي القدير علوي بن سميط حفظه الله واطال
في عمره , وعن هذه الرواية منقول من موقع ( سقيفة الشبامي ) جاء ما يلي
[ادرك القعيطي ان لا فائدة ولا جدوى من المعاهدات التي يعقدها مع الشنافر
و فخائذ من آل كثير فقرر عدم الاعتماد عليهم وعقد العزم على تطهير ضواحي
شبام من بقية ال كثير فأحتل خمير سنة 1273هـ وهاجم حصون سعيدية وبزرق حيث
دافعة حاميات هذه الحصون دفاعاً مستميتاً اضطر معه الفريقان الى استعمال
السلاح الابيض وانتهى القتال بإخلاء ال كثير لهذه المراكز واحتلال يافع
لها في ذي الحجة 1274هـ.
وايقن منصور بن عمر الكثيري حاكم شبام بخطورة الحالة الاقتصادية للمدينة
بسبب انقطاع المواصلات عنها نتيجة للحصار الشديد الذي احكمه القعيطي
عليها وسقطت مراكز الدفاع المهمة في ايدي خصومه من يافع وبات من المتوقع
ان يهاجم القعيطي على شبام فيحتلها ويكون نصيب حاكمها الطرد او القتل .
فقرر منصور ان يختار اهون الشرور فبعث الى القعيطي من سعى الى الصلح على
مناصفة شبام بينهما كما كانت الحال بينة وبين الموسطة من يافع .
قبل القعيطي هذا الصلح وتم احتلال القعيطي لنصف شبام في غرة محرم 1275ه
وكان كل من القعيطي ومنصور بن عمر يعلم حق العلم ان مناصفة شبام ليست ؟
إلا ضرورة اقتضتها الظروف وتدبير مؤقت حتى تتاح الفرصة لتغلب احد الخصمين
على الآخر .
كما يعد حصن سعيدية التاريخي بشبام حصن الدفاع الاخير لمدينة شبام التاريخية .
فشكرا لإدارة صندوق النظافة والتحسين على اختيارها لذلك الحصن التاريخي
ليكون مجسم ومنظرا جماليا للقادم الى مدينة شبام من جهة الشرق تتقدمه جزر
مليئة بأشجار النخيل والزهور التي غرست لتفوح بروائحها الزكية لتلك
التحفة المعمارية شاهدة على عصر مضى وحاضرا وقادما ,,
صندوق النظافة في جعبته الكثير والكثير كما صرح احد مسئوليه وخاصة في
تحسين جمالية المدن الرئيسية بوادي حضرموت والتي ينبغي مننا كمواطنين
الحفاظ على تلك الجماليات وعدم خدشها بأي وسائل كانت برغم الظروف الصعبة
والعصيبة الحالية إلى إن أملنا في الله عز وجل الواحد القهار الذي نسأله
ان يكشف الغمة ويفرج الكربة وتتحسن الاحوال إلى احسن حال ( وإن بعد العسر
يسرا ) برحمته ارحم الراحمين …..