هضبة حضرموت تشهد حراكًا غير مسبوق وقَبَائلُها تُعلن دعم الحكم الذاتي ويناقشون قضايا مصيرية تستعرض نتائج مباحثات رفيعة المستوى مع السعودية
في مشهد يعكس إدراكًا عميقًا للتحديات الراهنة واستشرافًا لمستقبل واعد، احتضن
مقر حلف قبائل حضرموت بالهضبة يوم السبت الموافق الخامس من أبريل 2025م،
اجتماعًا موسعًا ضم نخبة من مشايخ القبائل، ووجهاء و مناصب، وجمعًا بارزًا من
الشخصيات الاجتماعية والاعتبارية في حضرموت.
وقد تصدرت مناقشات اللقاء القضايا المصيرية التي تلامس جوهر حياة الحضارم
وتطلعاتهم حيث قدم الشيخ بن حبريش للحاضرين عرضًا مفصلًا عن نتائج زيارته إلى
المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تضمنت لقاءً هامًا مع صاحب السمو
الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزير الدفاع السعودي، وعدد
من القيادات الأخرى. وأوضح الشيخ بن حبريش أن المباحثات تناولت بعمق العلاقات
التاريخية والوطيدة التي تربط حضرموت بالمملكة في مختلف المجالات، ومدى أهمية
هذه العلاقة في تحقيق النفع والازدهار لحضرموت.
كما استعرض رئيس الحلف بوضوح المستجدات المتسارعة على الساحة العامة، وما يحيط
بحضرموت من تحديات ومحاولات لعرقلة مسيرتها وتأثيرها على حضرموت، محذرًا من
“مؤامرات مصطنعة” تحاك من قبل بعض الجهات التي لا تسعى لخير حضرموت . وشدد على
ضرورة تكاتف المجتمع الحضرمي بكافة أطيافه وتوجهاته السياسية وتوحيد الصف
لحماية أرض وإنسان حضرموت وضمان مستقبل الأجيال، مؤكدًا أن “هذه المرحلة
التاريخية الفارقة لا تحتمل أي تراجع أو تهاون”.
وفي سياق آخر، تطرق الشيخ بن حبريش إلى قضية العميد محمد عمر اليميني، أحد
أركان المنطقة العسكرية الثانية، معربًا عن قلق المجتمع الحضرمي إزاء
الاتهامات الموجهة إليه. وطالب بتطبيق العدالة بشكل واضح وشفاف، مؤكدًا على
ضرورة محاسبة المتهم في حال ثبوت التهم الموجهة إليه أمام القانون، أو تبرئته
وإصدار بيان رسمي يوضح ملابسات القضية في حال عدم صحة تلك الاتهامات.
وقد كشف الشيخ عمرو بن حبريش عن تفاصيل لقائه بوزير الدفاع السعودي، موضحًا
أنه تم تقديم شرح وافٍ عن الأوضاع الراهنة في حضرموت ونقل معاناة المواطنين
وتطلعاتهم نحو تحقيق حياة كريمة وتمكينهم من إدارة شؤونهم بأنفسهم. وأشار إلى
أن اللقاء تناول عدة ملفات حيوية، أبرزها أزمة الكهرباء واحتياج حضرموت العاجل
لما لا يقل عن 500 ميغاوات، بالإضافة إلى ملفات خدمية وأمنية وسياسية أخرى.
وأكد أنهم لمسوا من سمو الأمير خالد بن سلمان “صدق النية والاهتمام بحضرموت
ومطالب أهلها وتجاوب وتفاعل كبير معها”.
وأضاف بن حبريش: “أكدنا خلال اللقاء أن حضرموت تملك من الخير والثروات ما
يكفيها ويكفي غيرها، وطرحنا إمكانية قيام المملكة بتمويل مشروع إنشاء محطة
كهرباء لحضرموت بشكل عاجل، سواءً كمنحة أو عبر استقطاع الكلفة من قيمة النفط
الخام بعد بيعه.”
كما أكد رئيس حلف قبائل حضرموت على رفض حضرموت لـ “منطق الضم واللحاق”، وتمسكه
بـ “حقها المشروع في أن تكون طرفًا مستقلًا في المعادلة السياسية”، انطلاقًا
من خصوصيتها الجغرافية والتاريخية والثقافية وما تمتلكه من موارد ومساحة وهوية
متميزة. وجدد التأكيد على عمق العلاقات التاريخية التي تربط حضرموت بالمملكة
العربية السعودية والتداخل الاجتماعي والثقافي والجغرافي بينهما، معربًا عن
تطلع الحضارم لدور سعودي داعم يمكنهم من إدارة شؤونهم على أرضهم.
واختتم الشيخ بن حبريش حديثه بالتأكيد على أن حضرموت “ستشهد نقلة إيجابية
ومتغيرات نحو الأفضل” من خلال تحقيق مكانتها المستحقة في الجوانب السياسية
والخدماتية والأمنية، بما يضمن للمجتمع حياة كريمة، مشيرًا إلى قرب البدء في
خطوات تنفيذية تترجم نتائج زيارته إلى السعودية على أرض الواقع.
وقد شهد اللقاء إلقاء العديد من الكلمات من قبل مشايخ القبائل ووجهاء المناصب
والشخصيات الاجتماعية، والتي عبرت عن دعمهم ومساندتهم لجهود حلف قبائل حضرموت.
وفي ختام الاجتماع، اتفق الحاضرون على عقد لقاء موسع وحاشد يوم السبت القادم
الموافق 12 أبريل 2025م، للتعبير عن تأييدهم لمشروع الحكم الذاتي لحضرموت
مرتبط
