اخبار دوعن / بقلم سالم بجود باراس
في بادرة أول من نوعها بمرتفعات هضبة حضرموت بدوعن قام طلاب الصف الثامن
بمدرسة الدهماء بترميم فصلهم ، وذلك بعد أن بحت أصواتهم فيمن يقوم ببناء مدرسة
جديدة لهم ، فقد تم إنشاء هذه المدرسة عام 83م وهاهي اليوم قد أصبحت كالعجوز
التي تساقطت أسنانها ، هرمت ولم تهرم همم طلابها ومحبيها ، يأتون إليها من كل
حدب وصوب ، لينهلوا من العلم والمعرفة ، رغم صعوبة الوصول إليها ، وقلة
المواصلات ، ولكن رغم كل الصعاب ، وشدة البرد القارس ، يتوافدون إليها ،
لينهلوا من معينها الذي لا ينضب ، علما بأننا كتبنا عدة مقالات عنها بصحيفة
أخبار دوعن ، فلا أذن سمعت ولا عين إلينا ألتفتت ، فما كان من الأستاذ سالم
بجود إلا أن قام وعلى حسابه الخاص _ ورغم راتبه الذي بالكاد يسد رمق العيش _
بترميم النوافذ ، ولم يهدأ له بال حتى أطلق لطلابه فكرة التكافل الإجتماعي ،
وحثهم على التعاون في كل ما يهم المجتمع كصدقة جارية لوجه الله ، ولكي يتعلم
الجيل الجديد التعاون ومساعدة الغير ، ونجح في كثير من الأعمال بمشاركة الطلاب
في أوقات فراغهم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ، أن يضع كل طالب دلو على
كل موقع ماء للراعيات ولكل عابر سبيل ، تصليح بعض العقاب القريبة منهم
للسيارات ، وذلك بتسوية ترابها وإخراج الأحجار الكبيرة التي تعرقل سير
المركبات بأنواعها ، وآخرها مبادرة للصف الثامن لترميم فصلهم ، وقد قام شاكرا
بتقديم لهم كل ما يحتاحون إليه من تسخير سيارته ووقته وكل ما يستطيع ..
هذا هو التكافل الإجتماعي فمتى تم غرسه في الجيل الجديد ، ويكون لهم بمثابة
التطعيم ، الذي سينمو في عقولهم ويحثهم على العمل والنشاط وبذل العطاء ، فلابد
من معلمي الأجيال والخطباء ، غرس هذه الفضيلة وتنميتها بأفكار جديدة تواكب ما
يصبو إليه المجتمع ، فمثلا وضع يوم محدد من كل شهر لتنظيف المدرسة من الداخل
والخارج وترميم الكراسي وما إلى ذلك .. وضع يوم لكل حارة وحي للنظافة العامة
فمن هنا يقتدي الأبن والطالب والمواطن بما هو صالح ويشب عليه ، فلا ينمو عاجز
كسلان عالة على نفسه ومجتمعه ، وما كل مصائبنا إلا بسبب إهمالنا هذا الجانب
المشرق من ديننا ، فأنتشر القات والمخدرات وأصبحت شوارعنا قمامة فغزتنا
الأمراض والفتن .
علم بلا عمل وبلا تطبيق على الواقع هو مضيعة للوقت وإهدار للطاقات وتجميد
للعقول والمواهب .
