الوطن..!
اخبار دوعن / كتب / سعيد حسن بادويلان
هاهي ليلة أخرى نحيا فيها مجدداً.. فنحن نعشق الظلام عشقاً..!
في الليل تظهر جسيمات مضيئة في السماء ليست جميلة بما يكفي،
بعد أن غادرت الشمس غاضبة منا..!
في الليل تتوقف جميع الأصوات، ويبدأ الصوت الداخلي بالإستيقاظ دون منبه.. أو فنجان قهوة..!
في الليل يبدأ الخوف يتسرب إلى القلوب..إلا تلك التي تعلقت بالله..!
في الليل تبدأ المخلوقات اللطيفة المساه “جن” بالظهور..!
في الليل يكون الإكتفاء في قمة مستوياته..!
في الليل لا نبحث عن أحد..لأن الجميع مفقودون..!
في الليل يكفي عواء واحدا لكسر السكون..!
في الليل تختفي زحمة الشوارع لتبدأ زحمةالأفكار والمشاعر..!
في الليل أفكر صادقا بإسراء إلى محمد صل الله عليه وآله وصحبه وسلم ومعراج إلى الله عز وجل..!
في الليل ينام الجميع مطمئنين..وهو يجلس القرفصاء يراقبهم مستعدا..!
في الليل أخطط لبداية يوم لن يختلف كثيراً عن سابقه..!
في الليل نرى من أهملنا صناعتهم ثم أطلقنا عليهم جزافا أسماء “لصوص وقطاع طرق”..!
في الليل يبدأون رحلة البحث عن الطعام من المزابل وعند أبواب المطاعم خوفاً من نهار يسلب منهم ماء الوجوه..!
في الليل يقفون جميعاً على الباب فيزيد المحسنين، ويقبل التائبين، ويجيب السائلين..!
في الليل يبحث عن حبيبته التي ليس لله علاقة بها..!
في الليل تستيقظ لأجلهم بكامل إرادتها فقد قررت منذ زمن إحتراف صناعة الرجال..!
في الليل يسأل باكيا أيها الفجر لم تأخرت كثيراً هذه الليلة..؟
في الليل يحتظنها بشدة..وروحه تردد..يالهذا الدفء..!
في الليل ينتقل من كتاب إلى آخر.. ويهتف فرحاً هاأنا ذا يا غزالي..!
في الليل يبحث جاهدا عن كتف صالح للإتكاء.. ثم حين يتعب من البحث.. يناديه بكل حب أنا هنا صالح تماماً لكل شيء.. أنه القرآن يا سادة..!
في الليل تبدأ الدموع الصادقة في حزم أمتعتها..!
في الليل تحدث أشياء كثيرة حتى أنا لا أعرف عنها شيئاً..!
في الليل أرتجه بشدة.. تمكن مني أيها النوم فقد أرهقني التفكير..!
وفي الليلة الظلماء يفتقد القرآن..!
