مقالات وكتابات رأي

زيارة إلى مركز حضرموت للدراسات التاريخية والتوثيق والنشر بالمكلا

صدفة وبغير ميعاد وطئت أقدامي هذا الصرح الثقافي الهام ، ودعني أقولها بصراحة
( عابر سبيل ) عنوان للكاتب المبدع الدكتور عبدالله الجعيدي ، أول ما استقبلني
بحفاوة وطلاقة وجه الدكتور الأديب عبدالقادر باعيسى ذلك الرجل المتواضع في
حديثه ودعابته التي تجذبك كالمغناطيس لجميل منطقه فلا تكاد تمل مجلسه .. كان
برفقتي الأستاذ الزميل عبدالله باراسين ثم رحب بنا الدكتور المبدع عبدالله
الجعيدي والدكتور خالد يسلم بلخشر وتبادلنا أطراف الحديث عن أهم منجزات المركز
الثقافية وكان اللقاء مثمر بكل المقاييس من ناحية الفائدة العلمية والثقافية.

عندما يلتقي تلميذ مبتدئ مع فطاحلة وهامات ذات صيت وشهرة علمية ، ومن كبار
الكتاب تشعر بنفسك قزم صغير ، بل يعتريك الخجل كيف تبدأ الحديث وماذا تقول
وعن أي شئ تتحدث ففاقد الشئ لا يعطيه ؟!

ولكن تواضعهم وبشاشة حديثهم ، يجعلك تحس بشعور غريب وكأنك تعرفهم منذ زمن بعيد
، كان اللقاء مثمر وشيق مع هؤلاء المبدعين الذين لهم بصمات لا تحجبها عين
الشمس ، ولا ينكرها إلا جاحد

كان اللقاء لحظات خاطفة ، ولكنه حفر في نفسي أثر عظيم ، ودرس بليغ ، ذلك
الأعرابي القادم من الهضبة وكأنه جاء من العصور القديمة يتم الترحيب به بكل
حفاوة وتقدير لا لشئ غير أنه له نقطة في بحرهم الطامي في البحث والتاريخ
والموروث الشعبي .

خرجت ومن عادتي الدعابة فقلت لصاحبي: هل تعرف إبليس جهارا عيانا ؟ فقال : لا
قلت له : شعرت بنفسي إنني هو أمام هذه الهامات الكبيرة.. شخص يبدو عليه آثار
التعب والسهر ، نعم صحيح في الأشهر الماضية ارهقت نفسي كثيرا ببعض الكتب
وقريبا بإذن الله سترى النور لعلها تصبح ذات قيمة للتاريخ والإنسانية والموروث
الحضرمي بشكل خاص .

وفي ختام اللقاء أهدى لي الدكتور عبدالله الجعيدي كتاببين رائعين هما كتاب (
عابر سبيل ) وكتاب ( أوراق مكلاوية) فهذا الكاتب بحر لا ينفد من العطاء والبذل
لأجل حضرموت والثقافة فبارك الله في عصارة فكره وجهده ورحابة صدره .

نثمن ونشكر كل القائمين على هذا الصرح الثقافي الهام الذي يعتبر سراج وهاج
ونور يتلألأ في الأفق البعيد وها هو يقترب ويصبح ذلك الحلم حقيقة واضحة للعيان
لكل الحضارم ليس قولا فقط بل قولا وعمل يمشي على الأرض ، فبارك الله في جهودهم
وتفانيهم في هذا المركز ومزيدا من التقدم والازدهار لمستقبل أفضل.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى