صرخة مفجوع
![](http://i0.wp.com/doannews.com/wp-content/uploads/2015/09/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%AF%D8%A7%D8%AF.jpg?resize=259%2C194&ssl=1)
قضى أكثر من عشرون عاما في الغربة لقد أشتاق وتاقت نفسه لدوعن الحبيبة تذكر نخيلها وترابها وطيب أهلها دوعن تختزن في ذاكرته أيام جميلة وليالي رائعة …
أخبر أولاده بالرحلة فطاروا سعادة وفرحا بهذا الخبر السار وكان أشدهم سعادة أبنه سعيد فقد تخرج قبل أيام من جامعة الملك فهد كان أبوه يحبه حبا منقطع النظير لأنه الولد الوحيد معه والبقية بنات …
خرج الجميع وفي طريقهم رأوا نقاط تفتيش ألتفت الأب عن مقود السيارة إلى إبنه وقال:
ياابني حظكم زين الآن أتصل خالك عمر وقال : غدا عندنا عرس وأهلا وسهلا بكم في بلادكم وأرضكم الغالية…
طارت أفكار سعيد لم يرى دوعن منذ عشرون عاما رأى صورا كثيرا لها ولكن ليست المشاهدة كالعيان…
واخيرا وصلوا دوعن نزلوا عقبة بقشان فذهل الجميع منظرا جميلا ورائع لم يصدق سعيد نفسه كاد يشهق من شدة الفرح انطلقت صرخته عاليا ها هي دوعن الغالية حطوا الرحال وقضوا يوما جميلا هادئا رحب بهم الجميع وذبحوا وقاموا بالواجب وفي الصباح سمع سعيد إطلاق النار خاف.. ارتعب ..كاد يسقط من الخوف ..لم يسمع طلقة رصاصة في حياته أبدا.. كانت عيناه شاخصتان ..هرع إليه أبيه وقال : لا تخاف ياسعيد؟!!! هذه عرس خالك عمر ..وهذه عادات أصيلة هنا هيا بنا وخذ هذا السلاح سيكون هذا اليوم أسعد يوما في حياتك …
تحرك الجميع وارتجت الجبال بأصوات الرصاص كان الخوف ينتشر في كل مكان هناك شبح مخيف يختبي خلف تلك الجبال ..لم كان سعيد خائفا لهذا الحد ؟!!!!
تقابل الجميع وزوامل وغناء في كل مكان يسمع ..وأناس كثر ..كأنه يوم الحشر.. وأطفال يسرحون ويمرحون.. وفجأة صمت كل شي.. وخرست الألسن ..وسماع أصوات مخيفة ..وصياح وبكاء وعويل …
ماذا حصل ؟!!#
هرع الناس ما هذا؟!!! سعيد ملطخ بدمه ولازالت بقايا روح فيه ودار هذا الحوار المفجوع بين الأب وابنه :
الأب : أبني وفلذة كبدي ماذا حصل ودموع أبيه تتساقط كالمطر ؟!!
سعيد: لا ادري رصاصة اخترقت بطني وأخرى في صدري أنني أموت يا أبي.
هناك أصوات تسمع من الناس هيا اتصلوا بسيارة الإسعاف بسرعة الولد يموت؟!!!
سعيد : أبي أهذه دوعن أهذه هي عاداتكم وتقاليدكم ها انا أموت بسببها أف لكم فقدت شبابي وزهرة عمري في لحظة.
الأب : ستعيش ياولدي وسأفتخر بك سوف ازوجك ابنة عمك .
سعيد : فات الاوان يا أبي لم أرى دوعن كافيا يا أبي اه اه ليتني لم أراها.
الأب : لا تفجعني بموتك يا ولدي سعيد هل تسمعني أجب ياولدي لا تتركني وتذهب ياقرة عيني سعيد..
لقد رحل سعيد وكانت جنازته مهيبة وكبيرة لا يوجد بيت يعرف سعيد إلا بكاء بدل الدموع دم لقد كان شابا طموحا ولقد مات بسبب عادات قذرة حصدت مئات الأرواح وإعاقة دائمة لمن اصابته رصاصة الطيش وعادات وتقاليد همجية وتخلف وجهل معلوم…
رحل الأب مفجوع مكلوم وعاد من حيث أتى وتمنى أنه لم يخرج من غربته ولكنه القضاء والقدر.