دوعن الآنمقالات وكتابات رأي

(عاصمة النحالين )

(عاصمة النحالين )

كتب / أحمد صالح بامفلح

يبدو عنواناً للحديث عن النوب ، ولكن ليس كَذا سيتم اﻷمر ، إنظممت إليهم في الحوار ، كان حِوَاراً هادئاً ، لم أسمع له عنف النقاش ، وبعد أن كان اﻷمر على مايرام ، أشعل الهرم العتيق شمعة اللسان ، سألني بغثارة : من أين أنت ؟ قلت : من دوعن ، بشيء من الغضب قال : عاصمة النحالين ، أن النوب في حجرته ، لا يحتاج إلى كهرباء ، إلى تنظيف ما في داخله ، إلى إعادة بناء ذاته ، أنتم أهل دوعن يحب كلاً منكم أن يتَكل على اﻷخر ، في بحثه ، في سعيه ، في متابعته ، وأن أستمر الوضع هكذا ، لن نرى عِماد يُقام لكم . بكل بِسْطٍ ، وجدتٌ نفسي فتى رخيص ، ترك كلامه كي لا يُمْحَى ، عدتٌ مجدّداً ، وقلتْ لنفسي : أن أمر الكهرباء أمراً أكبر مِنّا ، ولن يحل أو يصلح إلاّ بقطع كل يد فسقٍ فيه ، و أنا وهم لا نجتز أن نكون إلاّ مواطناً صالح ، أكثر شيء سيفعله هو الدُعاء والتحسُب ، وأبصرت قبضة جملته اﻷخرى عن شدة ضعف الصيت وتخلي بعضاً عن بعض ، عمَرت فمي جيداً ، وتأهبت للكلام ، وخطر طيف لي سريع بأن أخضع لكل ما يود أن يقول ، كنت أحسب بسرعة كل معطى قد أشار إليه ، ولكن تبيّن لي أن كل كلمة قد قال لها أحرف ، كانت غير منافٍ للحق ، هذه الحقيقة ، مؤكد أننا نهدر أنفسنا ونعلم من أين يتم ذلك الثقل ، أن وادي دوعن طوله وعرضه ، في غمرة من فوضى وإضطراب ، وتفكك وإنحلال عن كافة حقوقه ، وأمكن أن يتم حجر من فيه ، سيحجر على الرأي و الكلمة ، سنُنفى أن لَمْ قد نُفينا ، إلى أرض إقصى وتهميش ، هناك بُعد عن أن يكن كل منا عضد للأخر ، نعيش وكأننا في مدينة لا يشعر أحداً بأحد ، لا يعي كل منا ظرف جار له أو قريب يرتبط معه في نسب ، أن تمّزق الصف يظهر به شق ، وهذا الشق يتيح لأن يُستغل البعض رفده بالفتن وحشو الدُسَة ، وبيع الوادي على تجار اﻷراضي ، نحن نمشي على طريق زلق ، أن ظل الحال على هذا الحال ، تمّزُق وعدم وعي مُطلقٍ ، فأبشروا بما هوّ أذلٌ وأقسى ، ولكن في صِبْرِ ما أقول ، أنا أستنجد بمددٍ من الشُرفاء ، يعمل كلاً منهم على تقارب رؤى الناس وإصلاح ما نشب بينهم مِنْ خِلاف ، نريد أن نقف سوياً ، صف واحد معاً ، لا يزال الخيرٌ باقٍ في الوادي وأهله ، ورجال وشباب يخلقون الشيء من العدمْ ، يَمْلُني الفُئل ، بعودة لِحام الواد إلى ما كان عليه ، وأخشى أن يظن البعض ، إننا مجرد عاصمة للنحالين فقط .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى