عندما تُنكَش الذكريات

اخبار دوعن /سالم بجود باراس
لكل زمانٍ رجالاته ، والنفس بطبيعتها تحنُ للماضي الجميل ، رغم بساطة العيش ،
وقلة الامكانيات ، ولكن قلوبهم وأحوالهم غنية بالراحة ، وهدوء البال ، وانشراح
الصدر ، وإن كانوا فقراء وعاشوا ظروف صعبة وقاسية ، البعض منهم ترعرع يتيماً ؛
ولكن نشأ محب للعلم والمعرفة والإطلاع .. ودعني أصفه بهذا البيت الذي نسجته
للتو :
ليس اليتيم يتيم الأم والأب
ولكنَّ اليتيم يتيم العلم والأدب
أرسل لي صورة تذكارية قديمة ، تعود للسبعينات من القرن المنصرم بمدرسة رأس محل
؛ التابعة لأرياف المكلا ، وقال بكل سعادة وابتهاج: ( أنا الرابع من جهة
اليسار واقفاً ، وخلفنا الأستاذ سالم باحنحن .. والذي على جهة اليمين الأستاذ
أحمد بحاح من غيل باوزير ..ونحن أول دفعة في السبعينيات من القرن المنصرم …)
ثم أخذ يسرد من يتذكرهم من دفعته … ؛ قال ذلك من المهجر الحاج سالمين محمد
باراسين السيباني ، والذي يبلغ من العمر ستون عاماً…تذكر تلك الأيام بحلوها
ومرها .
مدرسة رأس محل ، والتي تم بناءها عام 1970 م بعد طلب الشيخ المقدم سعيد بن
سالم بانهيم من المحافظ في ذلك الوقت ، وتم افتتاح المدرسة في عام 1971 /
1972م وشغل أول مدير لها ومعلم بنفس الوقت ، الأستاذ أحمد عمر عمشوش من منطقة
غيل باوزير ، وافتتح أول صف بها ؛ ويضم خمسون طالباً من كافة أبناء بدو الرحل
وما جاورها من القرى وبطون الأودية جاؤوا من كل حدب وصوب لينهلوا من معين
العلم والمعرفة ..وكان بها قسم داخلي للطلاب حتى انقطع التمويل نهائياً عام
2005م.
ومن أهم من تعاقب على إدارة مدرسة رأس محل من خارجها هم الأستاذة : أحمد عمر
عمشوش – سالمين عبدالله باخميس – خالد عبد الرزاق – حسن بازبيدي- عمر سعيد
بادباه – صالح عوض جرمان – صالح عبدالله بن قاسم – عمر صالح بن شهاب – عوض
مبارك الشعملي – أحمد العبد بن جميل – أحمد سالم باكيلي وغيرهم .. في نبذة
كتبها وأعدها الأستاذ علي عمر بادبيس..في مجلة تصدر فصلية كتجربة – وهي أقرب
ما تكون لمطوية – في عددها التجريبي ( صفر ) صدرت عام 12/ 12/ 2012م باسم
أحفاد بانهيم تحمل عدد أربع أوراق ومن ضمنها الغلاف بعرض 14 سم وطول 20 سم
..حررها معلمو مدرسة رأس محل ، صدر منها كم عدد ..ولم تدم ، وتوقفت نهائياً.
والحديث ذو شجون ؛ ولكن صورة نكشت الماضي الجميل ، ولم يبقَ منها ؛ غير أطلال
الذكريات والسنين الخوالي .