التنمر المدرسي .. ظاهرة لا يجوز تجاهلها
التنمر المدرسي .. ظاهرة لا يجوز تجاهلها
أخبار دوعن / كتب أ.طارق بن الشيخ سعد

مع بدء الاستعدادات التي تجريها وزارة التربية التعليم ومكاتبها واداراتها المختلفة للعام الدراسي الجديد 2022/2023م يتحتم علينا ان نكون صادقين مع أنفسنا أولياء أمور ومعلمين إلى وجود ظاهرة قلما تحدث عنها الكثير الا وهي ظاهرة التنمر في مدارسنا في كل ارجاء الوطن والذي قد يعود ذلك لجهلهم بها أو لعدم أثارة الراي العام حولها.
إن ظاهرة التنمر ليست وليدة اليوم وليست حكراً في ظهورها على المدارس فقط بل هي منتشرة في داخل البيوت وأماكن العمل والشوارع وحلقات العلم بل وفي كل مكان يمكن أن يحدث فيه تفاعل مجتمعي لمناشط الحياة المختلفة ، ولكنني ركزت في مقالي هذا على المدارس بشكل خاص وذلك لكثرة الإشكاليات التي تحدث نتيجة هذه الظاهرة من خلال ستة وعشرون عاماً قضيتها من التدريس في مدارس التعليم الأساسي والثانوي.
فالتنمر يقصد به تصرف سلبي من قبل تلميذ أو مجموعة التلاميذ على تلميذ آخر او على مجموعة من التلاميذ وغالباً ما يكون ضحايا هذا التنمر هم التلاميذ الأضعف .
فلا يمر يوم الا ونشاهد حالات من التلاميذ والطلاب (الضحايا) داخل مكتب المدير أو الوكيل او الأخصائي الأجتماعي أو المعلم ممن يشكو من (متنمرين) سواء بالضرب أو تمزيق الملابس أو أحتلال المقاعد بالقوة أو ضياع في المستلزمات المدرسية أو شتم او أبعاد من مجموعة الصحبة أو استحقار الغير الكترونيا عبر وسال التواصل الاجتماعي، وغالباً ما يقوم هذا النوع من الضحايا بإبلاغ اسرته والتي تسانده في تجاوز ذلك وتسعى مع المختصين لإيجاد الحلول. في المقابل نجد عدداً آخر من الضحايا لا يبلغ المختص في مدرسته، ولا أسرته عند تعرضه للتنمر خوفا من زيادة التنمر عليه ومن ثم يقوم بخلق الاعذار للامتناع عن الذهاب للمدرسة كادعائه بصداع في الراس أو ألم في البطن …… وكلها مشاكل متعلقة بظاهرة التنمر يتوجب حلها والوقوف على أسبابها.
يؤثر التنمر في شخصية التلميذ الضحية نفسياً منذ الصغر وتنخفض معنوياته مما يؤثر مستقبلا على نجاحه المدرسي وتكوينه النفسي السوي.
لقد تباينت طرق التعامل لإيجاد الحلول من قبل الإدارات المدرسية والمعلمين بين الحل الجذري والتسويف وقد يعود ذلك لكثرة هذه المشاكل وعدم وجود الاخصائي الاجتماعي المفرغ والمؤهل مما زاد من تفاقم هذه المشكلة وجعلها كظاهره تبدو للسطح.
ان هذه الظاهرة لن تنهي من مدارسنا ولكننا من الممكن التقليل من حدوثها وذلك من خلال تكفل وزارة التربية والتعليم وعبر مكاتبها وإداراتها من تنفيذ برنامج توعوي يشمل على دورات تعريفية عن التنمر وأنواعه وأسبابه وعواقبه تعطى للمعلمين والإدارات المدرسية وتنشيط دور الاخصائيين الاجتماعيين وتفريغهم كأخصائيين وتنشيط غير المتخصصين منهم بدورات نوعية للدعم النفسي من الدرجة الأولى والثانية ومعالجة الحالات حلا جذريا ولو تطلب الأمر تغيير البيئة المدرسية وتفعيل دور مجلس الإباء كحلقة وصل بين المدرسة والمجتمع وعمل جلسات توعوية للإباء والأمهات في المدارس عن هذه الظاهرة وربطهم بالأخصائي الاجتماعي للتبليغ عن حالات التنمر التي لم يقم الضحية بالإبلاغ عنها.