العرب يقرأون
يفتتح العديد من المتباكين على تراجع العرب في مجال البحث العلمي والانتاج المعرفي حديثهم غالباً بعبارة الوزير الاسرائيلي (موشي ديان) حين قال : ( العرب لا يقرأون ، وإذا قرأوا لايفهمون) وهي عبارة فجة سرعان ماتناقلها الكثير من المخذلين قائلاً : هذا هو الواقع
ونحن وإن سلمنا بتدني مستوى القراءة في الوطن العربي ، وفي هذا من الاحصائيات مالايخفى على ذي لب ، إلا أننا وفي العشر السنوات الاخيرة ، نلحظ تغيراً ملموساً في مجال التعليم وطباعة الكتب وتداولها بشكل واسع في عديد من دول العالم العربي ، علاوة على ذلك يبرز هذا السعي الدؤوب في ثلة من الدول العربية في محاربة ظاهرة الأمية والقضاء عليها وإن كانت الأرقام في هذا الصدد لاتزال مخيفة جداً
إن العرب يقرأون …. هذا ما أتيقن منه في عصر غزت فيه التكنولوجيا بحسنها وقبيحها كل مدينة وقرية وعزلة في العالم وصار لدى الراعي في الصحراء والفلاح في الحقل ، والعامل في المصنع ، والأستاذ في المدرسة حسابات متعددة في مواقع التواصل الإجتماعي ( من الفيس بوك إلى تويتر إلى الواتساب) وصار أبناؤنا الصغار وشبابنا يقرأون يومياً عشرات الرسائل ، ويتناقلون عبر هذه المواقع العديد من الاخبار في مجالات متعددة سياسية واجتماعية وثقافية وأدبية
ومثلت هذا النقلة السريعة في الواقع الاجتماعي حالة من الارباك لدى المربين والمصلحين ، إذ من الصعب جداً السيطرة في وسط هذه المتغيرات الكبيرة على المضمون المقروء لفئات الشباب ، بل ولفئات المثقفين بشكل عام .
وتلك معضلة ينبغي أن نتجاوزها بإيجاد روافد جيدة ، ومنابع معتبرة في توجيه القراءة ونشر ثقافة الاستفادة من المواد المنشورة والمتداولة بين الجمهور .
في إحصائية متأخرة ذكرت منظمة عالمية أن اللغة العربية خلال الخمس السنوات الماضية تقدمت لتحتل المرتبة الرابعة عالمياً بعد الانجليزية والصينية والإسبانية ، وتأخرت الفرنسية والروسية
وعزت ذلك إلى استخدام قطاع هائل من الشباب العربي لمواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك – تويتر) مؤكدة تقدم اللغة العربية إلى نسبة أعلى في محرك البحث علئ الشبكة العنكبوتية .
وتلك إشارة جيدة تبعث نوعاً من الأمل الحذر . وتلقي بتبعات ضخمة على المربين والمختصين في أن يكون لهم دور ملموس في التوجيه للنافع المهم، والتحذير من الضار السيئ . ذلك هو تحدي الهوية في عالم يتغير كل يوم بل كل ساعة تقريباًً