مقالات وكتابات رأي

مجلة حضرموت الثقافية … إصدار متميز

عندما يشع النور من أرض الحضارة والتاريخ ، بعد طول إنتظار وترقب ، من حضرموت الأبية ، فتطل علينا مجلة حضرموت الثقافية ، هذه المجلة الرائعة تذكرنا بذلك الزمان الذهبي المشرق زمن ( مجلة الدوحة ) ومواضيعها التي تجعلك تغوص في ثنياها ، وتتمنى ألا تنهي تلك الورقات الصفراء الملونة المزركشة بالصور ومواضيع شتى ومتنوعة في التراث والتاريخ والشعر والأدب والطب وهلم جرا ، كأنها قوس قزح في جمالها ورونقها ، وأنت تغترف من نهر ملئ بالكلمات والمصطلحات والثقافة والأدب والشعر ، وأنت تحاول تشبع نهمك وعطشك ولكنك تزداد شوقا ولهفة للعدد القادم تحسب أيامه ولياليه كل لحظة وحين .

وتذكرك هذه المجلة بمجلة العربي ذات الصيت والشهرة في العالم العربي والإسلامي ، مجلة مليئة بالحكم والعلوم في كل شؤون الحياة ، فهي حديقة غناء وتحفة فريدة ، لازال ذكراها في قلوبنا ولازلنا نحتفظ بأعداد منها كذكرى لذلك العصر الذهبي .

وها هو الزمن يجدد لبسه ويخلع ثوب الجمود والتخلف ويكسر حاجز التردد بيد دكاترة ومفكرين وأساتذة ، فيتم إصدار مجلة حضرموت الثقافية التي أعادت لحضرموت مجدها وتاريخها ، وبدأت تسطر للأجيال طريقا مشرقا ، أشعلت فتيل الحماس وأوقدت العقول بالإبداع وأظهرت مواهب مدفونة وكنوز مخفية ، نتمنى أن تبقى هذه المجلة سراجا وهاجا وقلما يسيل حبره ولا ينفد طالما بقي هناك عقل حضرمي عربي يعشق الفن والأدب والتاريخ والحضارة..

وكأن قول باكثير يعيش اليوم بيننا قولا وفعلا ..
ولو ثقفت يوما حضرميا …لجاءك آية في النابغينا.
من هنا يبدأ السلام والأمن والحضارة ( بالعلم والقراءة نصنع جيلا يبني ويعمر ويثقف ، والجهل يبني جيلا يدمر ويفسد ويأكل من كتف لحمه ويشرب من دمه فشتان مابين الثرى والثريا).

الجهل هو تنور الحروب والفساد والتعصب المذهبي والقبلي والحزبي ..

بدأت حضرموت بمثقفيها وعباقرتها وبمواهب أبنائها وجيلها الصاعد تنفض غبار الجهل الذي تراكم عبر سنين ولازال في مراحله الأولى ، فمكاتبنا الثقافية لا زال فيها خمول كبير نحتاج لوقت وتثقيف كبير لكي نرى جيلنا الصاعد يمشي وهو يقرأ يتكلم مع صديقه وبيده كتاب ، فمتى أصبح هذا الحلم يتسع ويكبر ويصبح حقيقة تشاهدها العيان نقول عادت حضرموت بطلعتها البهية ونفضت غبار الجهل والتخلف ، الكتاب والصحافة والندوات العلمية بكل أشكالها المختلفة ، تعتبر مفتاح التطور والرقي والانفتاح ..
بدأ مركز حضرموت للدراسات والنشر والتوثيق يخطو نحو التقدم بنشره كتب ودراسات ، تخدم الإنسانية والتراث والتاريخ ، وبدأنا نشهد ندوات علمية ومحاضرات فكرية ، كل هذه الدلائل تبشر بالخير والانفتاح لمستقبل مشرق وحياة أفضل في كافة مناحي الحياة.

شكرا للمشرف العام الأستاذ الشيخ محمد بن سالم بن علي جابر
شكرا للدكتور الأستاذ عبدالله الجعيدي
شكرا للدكتور عبدالقادر باعيسى
شكرا لكل القائمين على هذا الجهد الكبير والفكرة المثمرة والحديقة الغناء بوركت أقلامكم وأفكاركم ومزيدا من التقدم والنجاح والازدهار ..

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى