مقالات وكتابات رأي

هل أنت من المحظوظين ؟

هذا العنوان من أهم المواضيع حساسية في حياة الإنسان،والتطرق إليها كمن يحمل فوق رأسه كأس ماء ويمشي به، إنه الحظ الذي ولد معك ويقودك للنجاح بكل ثقة وسهولة ،هو سفينتك ودفة قيادتك في خضم معركة الحياة ،أنا لا أؤمن أبداً بتأمين المستقبل ،لأن هذا عندي مصطلح فضفاض لا قيمة له ،أؤمن بالعمل الدؤوب والمستمر ،وطلب العلم ،والرقي في سلم الحياة حتى أولامس نجوم الثريا ،وثق ثقة عمياء أن الحظ إن كنت محظوظاً هو من يقودك وليس قوتك أو كثرة مالك أو علمك أو شهادتك التعليمية .

سؤال محرج،ولكن يحتاج إجابة صريحة، هل أنت محظوظ في حياتك ؟!!! هل تجري الأمور في حياتك كالماء السلسبيل ،؟!!! ثق بأن الحظ قد طبع على جبينك فلا تتحسر أو تذرف الدموع ،فلن تجني إلا الهم وكثرة الأمراض وفي آخر المطاف ستجلس تندب حظك التعيس .

هل فكرت يوماً في مجموعة من أصدقائك ،وحللت حياتهم ،فرأيت هذا يعتلي المناصب ويسافر البلدان ،وتجري التجارة بين يديه كالسيل من فم الوادي ؟!!!! هل أنتابك الضيق والكدر وأنت ذو المواهب المتعددة والعلم المتقدم والعقل الراجح ؟!!! ثم ترى ذلك الشخص وقد تربع في المناصب وحظوظ الدنيا وبناء له بيتاً وصار يقود سيارته الفارهة ،هذا شئ بميزان عقلك لا يحتمل أبدا !!!!

إنه الحظ يقوده ولو كان أعمى، أنظر يمينك وقلب أحوال الناس ستجد ذو العقل الجامد ولا يحمل أحيانًا مؤهل علمي ،تجده يمتلك الفلل وأرقى السيارات ،وأنت بعلمك ومكانتك تركب حمار ، وتسكن في خيمة ،والناس تطالبك بتسديد ديونها ،وأنت تسوف لنفسك غداً سوف تتحسن أموري، ولكن لا فائدة ،فلا تحلب الشاة لبناً من أضراسها ؟!!!!!!

إنها الشقاوة التي ألتصقت بدمك وجلدك ،وتعايشت معها ،فأين المهرب لقد خط القلم حروفه منذ ولادتك ،ما عليك إلا أن تأخذ الأمور بكل بساطة ورضاء بالمكتوب ، فكل أمورك وخطواتك في سجل رباني ،وأنت من ينفذ فقط سواء رضيت أم لم ترضى.

أليس لك أبناء ،حاول أن تتفرس فيهم ،فهناك المحظوظ، وهناك الشقي التعيس ،وستكتشف ذلك بكل سهولة ويسر ؟!!!!
مثلاً أخرج بأحدهم السوق ،ثم أنظر كيف تجري الأمور معك ،في يومك هذا،هل شعرت بإنشراح وسعادة وتيسرت أمورك ؟؟؟المهم أنت الحكم بلا منازع .
هل ولد لك مولود فجآءتك بشرى بترقية أو زيادة ،أو أو… فهذا الولد تبدو عليه علامات الحظ فابشر بالخير والسعادة له ولك، ولو كنت أنت تحمل الشقاوة فطالما هو معك وملاصق بك وتحمله لأي مكان سترافقك السعادة وستتيسر لك الأمور كلها .

فمن الأبناء من يحمل صفات الطيبة ودماثة الأخلاق ولكن حظه تعيس جداً لأبعد الحدود ،فما أن يلمس شيئاً في البيت أو خارجه ليمتدحه أبيه أو غيره ،إلا ويتطاير من بين يديه ،لا حظ لا توفيق ،كل شي يمشي في حياته عكس التيار ،ليس بليد أو عاق أو يتعمد ذلك لا لا ورب العرش ،إنه الحظ قد طبع بين عينيه !!!!!!

وهناك من الأشخاص تتعصب الأمور في حياتهم لأبسط شئ يريدون إنجازه ،كمتابعة موضوع ما ،فلا ينجزه إلا بشق الأنفس ،وحرق الأعصاب ، ما انجزته أنت في شهر من متابعة دؤوبة ومجهده غيرك ناله في دقائق ،بدون واسطة ،بكل بساطة ويسر ،إنه الحظ هو سفينة الحياة.

هل تزوجت امرأة فأنهالت عليك الهموم كالمطر ،وزادت الديون ،وكثر ذهابك للمشفى ،حتى ظنك الناس طبيب، لكثرة مجيئك هناك ،هل بزواجك هذا لا تنام إلا على الصراخ والصياح والزعيق والخصام ؟!!!!
لقد جلبت الشؤم والبوم لبيتك ،وستلاحقك اللعنة أنما ذهبت وارتحلت، حتى تتزوج الثانية وأنظر الحال فإن تغير وإلا ففك الإرتباط راحة للجميع.

هل سكنت بدار ،فتغير الحال وتعكر المزاج ،وكثرت المشاكل بين الجيران، وصرت ترى أمور لا تروق لك بالبيت، من خصام مستمر وهموم لا تنقطع ونقص في الطعام وووالخ ؟!!!
لا تتعب نفسك فهذه البقعة مشؤومة وهذا المربع الذي يحيط بك وحواليه قد خيم عليه سحابة سوداء ،وشؤم فارحل بلا تفكير .

ومقياس البقعة الجديدة أنت، فعندما تذهب لأي مكان وتريده سكن لك، ستجد راحة عجيبة وسكون بال وإنشراح القلب، فحط رحالك وعض عليها بالنواجذ فقد فزت فوزاً عظيماً.

إنها أسرار الحياة في الأشخاص والمناطق والسهول والجبال، وبطون الأودية ،كل مربع يحمل تعاسة وضيق لا يخطر على بالك ،أو تجد منطقة قد يفرق بينها وبين التي ارتحلت منها، كيلو متر واحد فقط ،ولكن تجد بركتها وخيرها ظاهر للعيان، وهكذا فالمقياس انت وحدسك وشعورك وقلبك هو من بيده القرار في معرفة هذه الأمور .

فهذه نظرية تتبعت خيوطها من واقع الحال والتجربة ،نعم للمناطق والمربعات السكنية سر عظيم قد ولد معها ،أو شؤوم حل بها لسبب ما ،أو لعنة أصابتها ،أو دعوة نفذت لأقطار السموات ،كل مربع عندي له خواصه وجاذبيته وناسه وطبعه ، فأعرف أين تحط رحالك وأين تثبت قدمك ومتى ترحل وتنجو بنفسك ؟!!!!

كذلك الأشخاص لكل واحد رأيت عجب في حياته ،وكأنه ينفذ ما قد تبرمج عليه وكتب القلم ،وكم من لاه غافل تجد حياته تسير إلى الأحسن ،وكم من تقي كريم ،تجد حياته جحيم لا يطاق بسبب تعثر حظه ، وهكذا تصير الأمور فالحظ كالجينات الوراثية هي التي تمشي عليها سواء رضيت أم لم ترضى ، وأفضل طريقة إذا كنت تعيس ولديك سؤ حظ ما عليك إلا التسليم ،وقل لنفسك ،هذا هو قدري واجعل هذه القاعدة كحبة الأسبرين لك ( كتبت علينا أقدار ،ومن كتبت عليه الأقدار مشاها ).

ونختم ونقول فالحظ لا يقتصر على الأشخاص فقط، بل يتعداه إلى الجماد والحيوان والمركوب والملبس ، وهلم جراً، وكذا التعاسة والشقاوة وسؤ المنقلب تختص بما ذكر أعلاه، فلا تحزن ولا تضجر وأبحث عن المخرج دائماً.

اترك رد

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى