على عجالة ! لبث شريط مسلسل الماضي الجميل ( صويلح الشاعر الذي لا يبارئ)

في زمناً مؤسفاً نصارع إياه ليل نهار غزانا بجحافل يأسه ألم بنا كل اﻷلم إستحوذ على هممنا فرق جمعنا مزق رأينا عصر أحلامنا لم يبقي لنا مصدراً ولا مرجع عطشنا فلم نرتوي مما نقل لنا من يسير الشعر ، إنقلب على عقبيه بعض البشر حيال تتتبع خطئ اﻷجداد فشحت موارد ذلك النهر وآلة إلى أن تنبض لاإقتفئ تاريخ الشعر الشعبي الحضرمي ومايكنزه من قصائد للشعراء وما يحمله في جُعبته عن أخبارهم ومساجلاتهم ، ومما يفتك بالجسد ويسعى مثابراً ليطفى شمعة اﻷمل هو رحيل أولئك المعاصرين لهم إلى الحياة البرزخية وماكانوا يخلدونه في أذهانهم من الروايات الممتعة ذات الذكر الحسن والحديث ذو الشجن ، هم كالشمس الساطعة نسجة أشعتها لتنير لنا صفحات التاريخ …
فبعد رحيل اﻷغلبية أسترقنا النظر إلى ضوءٍ باهت و وميضاً خافت من خلال ثقب ضيقٍ أحوج إلى أن يتسع إتساعا كبيرا ، فشغلنا عن تدوين ذلك عولمتنا السلبية الزائفة واﻹنغماس في مﻵذ الحاضر والركض لبناء وتأمين المستقبل ونسينا أن لبنة الساس هي من أحجار الماضي فلم يتسنه لنا فرصة التدوين فعوقبنا بذهاب معضمه أدراج الرياح وأتت عليه ريح الإهمال والتسويف لتعجله هباءاً منثورا .
القصيدة المطولة لم نعثر عليها إلى في قصاصات من الورق وعلاوة على ذلك رحم الله من كتبها بيده فلم يحسن نقلها من الصدور فشبعت أبياتها بالكسور … فليس دفاعاً إنه لم يخطأ فالشاعر لا يفتقر لشهادتنا فقد أمضي له بأصابع اليدين .
على أثر زامل قنيص بمنطقة صيف والظفر بوعل وصيدة أرسلت للشاعر العملاق الذي ذاع صيته باﻵفاق / صالح سالم بن صويلح رحمه الله ، (صويلح) … قصيدة للشاعر القدير / أحمد عبدالله بوسبع رحمه الله .
بوسبع:-
عالمصنعة صبحت بالرميان/
وشربت من صافي زلآلي.
ظلت صواعق في السماء حنان/
رقلت شناطيب الجبالي.
فوضع الجد مبارك بامفلح رحمه الله تلك القصيدة بالظرف وأرسلها إلى الشاعر بن صويلح حيث محل إقامته بالطائف آنذاك ولم يلبث طويلاً أن ينتظر رد بن صويلح حتى أتته القصيدة مزمجرة متوشحة سيف اﻷنين والبكاء والحزن والحنين للوطن واﻷهل وفوات وإنقضى ركب الصيد ..
يا سلامي على مبارك وعا من تخبر/
وعل المشايخ وعا الحلآن ذي في المدينة.
غير مشتاق للزامل إلى جور بخضر/
وفطنوا الهرج لا يهل القلوب الفطينة.
ذا خرج فصل والثاني بعِدة ومعبر/
شغل عِيوة دقع والملح في كل مينة .
والمشوك خطأ الجاوي معا مات مدور/
لا قرح بايخلي الحيد يغدي طحينة.
قال ذي يبدع القافي على كل منبر/
ذي قراء في السور والكاف ها عارفيه.
عنده الكيل وافي دايم بالمهجر/
يفصل البندري ذي يتحجز عالوينه.
تذكر الصقر باخنتوب ريشه تفرفر/
لا سرح من صميم الحيد يرعئ عضينه.
ما ورد عالحمد ولآ لقلوت المعبر/ غير عاده صغير متبلغ سنينه.
تذكر الصيد ذيهو في القره قد تكسر/
بخت يا من حضر حل المهد في قرينه.
والسمر لي فلمبيات ياخير مسمر/
صبحكم منزلف والليل جمعة وزينة.
قال شعبان باسافر إذا شفت منْور/
بندحق فالغبب والموج تسمع رطينه.
شوف بوسعيد بالمسبت ورادي ومعجر/
وأن دخل في الزمل به صوت تسمع حنينه.
يالحليلة وراش اليوم قد لونش أغبر/
شفت راسش بيض والشيب سينة بسينة.
مادحقتي جبال النيد والبحر لحمر/
فيه كنز الذهب واللول عينه بعينة.
جواب الحليلة :-
جيت لجلك إلى الطائف في الليل لغدر/
جيت من حجر بن دغار لما كنينه.
بحذرك هت كلام الصدق ونته تحذر/
مالقناصة تبا مخلوق يخزم حذينه.
الشاعر:-
ألف صلوا علحمد عد مالشهر نوَّر /
وعد ما ﻵح براق الطهوب السمينة.
وعد لحروف لبهاء في ورقها تسطر/
حل طيبة وقد نور جبال المدينة.
*قيلت يوم الخميس 13 القعدة سنة 1378هجري ، الموافق 21 مايو لعام 1959 ميلادي .
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفرلنا ولهم ويحسن مثوانا ومثواهم أنه على كل شيء قدير