إذا سقط الراعي سقطت الرعية

إذا كان رب البيت بالدف ضارباً فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ،صدق قول الشاعر
،مشكلتنا التصويب على البعرة ونخطي البعير ، مشكلتنا نعاقب السبب ونتجاهل
المسبب ، ننظر تحت أرجلنا ونتعامى عن الأفق البعيد واستراتيجية ما خلف
الضباب…
ستستمر مشكلتنا وسنظل ندور كبعير المعصرة وتتفاقم الأمور وما أصلحناه في أشهر
يهدمه غيرنا في لحظات ودقائق معدودة …
نصلح فرد ونخسر جيل ، في كل محافظة ومديرية وقرية وحي ،قد يقرأ البعض طلسمات
ورموز مشفرة ولا يفهم الرسالة والمغزى …
أيها الشباب المتحمس لبناء جيل وإصلاح ما أفسده غيرنا علينا بالإصلاح من الهرم
الأعلى نزولاً إلى الأسفل ،فأعلى الهرم هو الساس والأساس ،الراعي هو أصل فساد
الأمة من أصغر مسؤول إلى رئيس البلاد …
لن ولن نصلح في حضرموت ودوعن وكل شبر وفي أي بلد مالم يكن المسؤول في هذا الحي
معنا ويسهر ليله ويبذل جهده نهاراً في الإصلاح وجمع المصلحين ، ووضع
إستراتيجية لمحاربة الفساد وأهله ،والضرب بيد من حديد ،فلن ولن تستقيم بلد ولا
محافظة ولا مديرية أبداً أبداً مادام حاميها حراميها …
سمعت ورأيت بأم عيني سرقات لأموال أناس في الأسواق ، جهاراً عياناً ثم يختفي
السارق الحرامي تحت جنح الظلام ، بل وفي أحياناً كثيرة عجيبة وغريبة يسرق في
ضوء النهار ،أعني لا حكومة لا مجلس محلي لا قوة رادعة له ولا ضمير حي ولا
إنسانية …
فتذكرت الحزب الإشتراكي برغم كل سلبياته واخطائه إلا إنه نظام عالمي نفخر به
ونعتز أمن وأمان ، وقانون ونظام ،أما اليوم فحدث ولا حرج لا أمن ولا أمان ولا
دين ، ولا ضمير الحرامي يسرق والجمعيات باسم الدين تختلس الأموال واختلط
الحابل بالنابل فلا يأمن شخص على لبس حذاء داخل سيارته ناهيك عن جيبه، ألهذه
الدرجة وصل العرب والمسلمين ؟!!!
دناءة وخسة ووقاحة ،في كل حي وبادية ومديرية ومحافظة تجد مئات السرق والحرامية
وعصابات ،وأصبحنا نعيش في غابة موحشة ، نخشى على عود أراك نحمله …
ألهذا الانحطاط الأخلاقي وصل له العربي المسلم ،يسرق وينهب ويحلل لنفسه ،
ويبرر كل ما يختلسه فلا أسلاك ولا مولدات كهرباء سلمت وعدد ماشئت …
أيها المواطنون إن لم تكن هناك ثورة كاسحة على كل راعي في مديريتكم ومحافظتكم
لإخراجه وإبعاده ، فأنتم تكتبون بأقلامكم خططكم وخطاباتكم على صفحات الماء
،فلا إصلاح ولا بناء إلا بإزالة المفسدين لديكم من المدير العام إلى أصغر
مسؤول مهما كانت درجة رتبته مالم يتحرك ويبذل جهد …
أيها الصحفييين والكتاب وكل شرائح المجتمع عليكم مسؤولية عظيمة وجسيمة ،في رفع
أصواتكم ،وتطويع أقلامكم والسير بأقدامكم لثورة إصلاحية عامة تقتلع كل راعي
فاسد ، لا يقوم بمهامه قولاً وعملاً وتطبيقاً وليس شعارات وتطبيل ودندنة على
الوتر الحساس …
وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ،يجب كنس كل فاسد وهنا وأقولها بصراحة لا
إصلاح ولا بناء طالما الراعي فاسد …
التسلسل الهرمي لابد من فحصه ومعرفته فمن المقدم ومسؤول الحي والشيخ والمجلس
المحلي إلى أرفع راعي هؤلاء هم عقد ثمين لكل بلد ومحافظة ومديرية ، إذا فسد
شخص واحد تداعى كل العقد وانخرط وتساقطت حباته وفسد ، وبفساده يفسد كل من كان
مسؤولاً عليه وهم الرعية والمواطن رضي بذلك أو لم يرضى فالبيضة الفاسدة تفسد
ماجاورها …
هذا دستوركم وهذا هو عملكم أيها المثقفون والمصلحون ،شنوا حربكم على كل مفسد
مسؤول والمطالبة بإزاحته وإحلال بدلاً عنه من هو أهلاً لخدمة منطقته وبلده
وأهله بإخلاص وتقوى …
هذه رسالتنا ، وهذا ما نريد التركيز عليه والمطالبة به مالم صدق قول الشاعر
ناديت لو ناديت حياً**
ولكن لا حياة لمن تنادي.&