هل تقصدين حقاً..!

هل تقصدين حقاً..!
اخبار دوعن / كتب / سعيد حسن بادويلان

أرجوك لا تلبسي كمامة فالأبستامات تسقط قتلى عند أبواب شفائفك تتمنى ان تدفن من باب الإكرام فتأبين إلا أن تتركيها تتعفن رغم أن بيدك أحياءها فضلاً عن دفنها ..!
ولكن كن كبنات غزة ليس لهن راحة في حياة أو في موت.. لم أعرفك قاتلة إلا اليوم أي قوة كانت تملكها تلك الكمامة لترغمك على تغطية نصف وجهك فأرى نهاري به كسوف نصفي،وأنظر إلى كسوف وجهك دون خوف على نظري منه..!
بما وعدتك تلك الحقيرة بأن تحميك من فيروس لو رأى مبسمك لخجل من الولوج إليك..؟
وأنا من سيحميني من ألم حرماني من النظر إلا وجهك كاملاً ..؟!
لعينة تلك الكمامة أرادت أن تلتصق بشفتيك فتمر جميع كلماتك من خلالها فتتغذى على الأحرف وتشرب من العيون التي تنطقين بها..
تلتصق تلك الكمامة بخديك تماماً كأنها تنظف نفسها من الجراثيم والميكروبات، أراها ساخرة من الكمامات التي تغطي البنات الأخريات وفخورة بنفسها كونها الوحيدة التي أحتلت ذلك المكان الرائع.. سألتها من بعيد بلغة لا يفهمها سوانا.. فعلى من يتعلق بك تعلم لغة جديدة أسمها أنت..! ما لون أحمر الشفاه التى وضعته اليوم..؟
فترد وما دوري أنا إذا عرفته أنت ،أولم أوجد لستره..؟! فأكتم غيضي فأعاود السؤال كيف حال الشامة في الشفة السفلى؟
أبتعدي كي لا تخنقيها..!
فتقول لي هي بخير منذ ان قررت الأختباء منك..!
فأرد ساخطا لولا أنك ملتصقة بها لأحرقتك يا تافهة..
فترد مبتسمة بنار غيضك أم بنار حبك..؟
فأعفوا عنها وأخبرها أننا أسرى عند نفس الأميرة أحاول أستدراجها فأسل ..
كيف يا حلوة كنت تشعرين قبل أن تلتصقي بها وكيف بعد الألتصاق..؟
كنت أمل ان ترد علي بذم لها فأعلم أنها لي وحدي فأنا أغار حتى من الكمامة..!
قالت بعد ان تمايلت قليلاً كأنها تعدل من جلستها عن أي شعور تتحدث قبلها لم يكن لي شعور أنا مجرد قطعة قماش هامدة ولم اذق طعم الحياة إلا بعد الألتصاق..
رددت ممثلا ولو كان لا بد لها أن تتخلى عنك فالوقت سيتمكن من توسيخكي وتمزيقكي..
ردت بمنتهى الثقة أوساخي بلمسة يد خاطفة تغسل تماماً ولو أحدثت كبيراً وتمزقي علاجه مرور كرام على قطعة من نسيجها الشبكي في خدها الأيمن..
فأرد يائسا فان كان لا جدوى فيجب عليك بموجب قانون الحب تنقية الهواء الداخل إليها جيداً وعليك أن تزيديها حسنا وجمالا وإلا حلت عليك اللعنة..
ربتي على أكتاف الشامة كل يوم وأنا سأظل أقاوم الحرمان وأتعاطى الكيماوي من عينيها ولو تساقط جميع شعري إلى أن تقررين الأبتعاد رأفة بي فأراه كاملاً حينها فقط سأشفى تماماً ..
فلا بد لكورونا أن تنتهي..
ولا بد لنور وجهها من إشراق..!