البناء الطيني بين التطور والتدمير

البناء الطيني بين التطور والتدمير
اخبار دوعن / كتب/ أحمد سالم القثمي

لم يكن أجدادنا يحملوا شهادة هندسة مدنية أو معمارية أو خبراء طقس ومناخ ؛ لكنهم يحملوا عقولاً وأفكاراً وعزائم مدهشة شيدوا القلاع والحصون والمصانع على طراز عالي من المتانة والقوة إستخدموا المواد التي تتناسب مع البيئة المحيطة بهم فهم لاينظرون إلى حجم المادة بل إلى عمرها الزمني ومقاومتها التي مازالت شامخة أمام العيان وقد تجاوزت آلآف السنين وذهبت أمم وأتت أخرى وهي تنسج قصة تاريخية أصبحت محل إعجاب للمنظمات الدولية وفرضت نفسها من بين المدن اليمنية لتكون في قائمة التراث العالمي ومعالم سياحية وأثرية تقصدها البعثات من شتى دول العالم ولعل شبام حضرموت ومدينة الهجرين ،،،ألخ أبرز مايجب ذكره.
حضرموت مصدر العمارة الطينية ومنبع ظهورها لديها مخزون من البنائين الماهرين الذين يتغنون بالفن التشكيلي والزخرفة على الجدران تندهش وأنته تراهم معلقين في أعالي البناء يظهروا للعالم أن حضارتنا لن تندثر وأنهم الصخرة التي تتحطم عليها مؤامرات العابثين لكن الكارثة أن يأتي دمار وتشويه حضارتنا من الداخل ، يقول قائل كيف ؟ ألم تنظروا لتلك المباني الإسمنتية تتوسط المدن التاريخية بذريعة أننا في زمن التطور والسرعة
ومن يفعل هذا أهلنا وليس أحد من سكان المريخ والنتيجة تنتظره في أوقات تغير الجو ولاسيما فصل الصيف.
لقد شاهدنا وسمعنا ممن تتطاول بالبناء الإسمنتي وشيد وكلف نفسه حمولة لاطاقة له بها وعندما يحل علينا فصل الصيف لايهنى براحة نتيجة عدم ملائمة الإسمنت للبيئة فيكون البيت على موعداً مع حرارةً شديدة إضافة لتكرار غياب التيار الكهربائي وقد لايأتي إلا قليلاً ، هنا تظهر حنكة الأجداد وكيف ألهمهم الله في أختيار هذه المادة (الطين) لتكون مصدر البناء والعمران .
تكاثر الدخلاء والمدمرين للتراث والحضارة وأختفى المناديين والمدافعين عنها وبين التكاثر والإختفى ضاع تاريخ أمم وطُمس ولم يبقى إلا الشي اليسير فإذا حافظنا عليه سنحفظ قليلاً من قاموس الذكريات وعلى المعنيين وأصحاب القرار أن يكونوا إيجابيين في التعاطي بحزم وإيقاف مايجري لنضيء الطريق التي أسسها أسلافنا .