من هنا وهنا

الشيخ عبدالله بن محمد باحسن

*الشيخ عبدالله بن محمد باحسن*


اخبار دوعن / كتب/أحمد مبارك عبدالرحيم الفقيه باشميل .
______________________

هو الشيخ الوالد المربي العابد / عبدالله بن محمد بن أحمد بن محمد باحسن من مواليد مدينة العرسمه بوادي دوعن الأيسر وكانت ولادته 6/4/1929
ترعرع في كنف ورعاية والديه وكان والده مهتما ومحبا للحراثه كغيره من اهل الوادي وكان من أكثر مالكي الاراضي الزراعيه وكان محبا للعلماء ولذلك لم يترك ابنه الشيخ عبدالله يهاجر الى خارج الوطن كبقية ابناء جيله وزمانه حيث كانت الهجرة في ذلك الوقت الى ارض الحبشة وبلاد جاوى وحدثني هو بنفسه قال :( لم يأذن لي والدي بالهجرة بل كان حريصا على اقامتي في العرسمة كي اهتم بمالدينا من اموال وارادني ان الازم الشيخ العلامه سعيد بن عبدالله الفقيه باشميل رحمه الله وبالفعل لازمت الشيخ سعيد وأخذت عنه فقه العبادات وفقه المواريث وعلم الحساب وعلم العقيدة وشيئا من علوم التصوف والزهد وهذا بعد التحاقي بمعلمة سلطانه بنت سالم الفقيه باشميل رحمها الله .
قال : ومن زملائي في طلب العلم عند الشيخ سعيد كثير من أبناء العرسمة والجحي وأكثرهم هاجروا وكنت أنا والشيخ الباعمر صاحب حوفة اكثر ملازمة له ) انتهى كلامه رحمه الله .
📌 أعماله: جل عمله تعليم القرآن الكريم فقد أخذ عنه التهجي وتلاوة القرآن الكريم الكثير من الأجيال التي عاصرها فلا تجد من يحسن قراءة القرآن الكريم الا وقد التحق بمعلمته واول معلمه له كانت بمسجد مقيبل بالعرسمة وكان يساعده ابنه المهندس الفاضل خالد والدكتور / عبدالله بارضوان وأخيه المهندس / سعيد
وكان لشيخنا عبدالله باحسن رحمه الله دروس فقهية للعوام بمسجد الغزالي والجامع الجديد كما كانت له دروس لطلبة العلم في الفرائض والفقه بعد صلاتي العصر والمغرب .
وقد قرأت عليه متن الرسالة ومتن سفينة النجا وكتاب زبدة الحديث في فقه المواريث .
كان رحمه الله متقنا لفقه المواريث يفصل بين المتخاصمين ويفتي السائلين فكان مرجعا ليس على مستوى بلده فقط بل الوادي بأكمله . وهو آخر خطيبا لجامع العرسمة القديم واول خطيبا لجامعها الجديد
📌 مكانته الاجتماعية: كان الشيخ عبدالله باحسن ذو مكانة اجتماعية رفيعة ومصلحا إجتماعيا يصلح بين الناس في كثير من القضايا الاجتماعية و المشاكل العائليه وصاحب شخصية عالية له كلمة مسموعة عند أهل العقل والفضل وكان أهل الخير و الاحسان يسندون إليه الكثير من المشاريع الخيرية كما أنهم يولونه توزيع زكوات أموالهم وذلك لامانته وورعه وكان رحمه الله مرجعية لقوانين اهل الحرث متقنا لعادات أهل الوادي فهو بمثابة القاضي الثقه الثبت الذي يرجع اليه عند النزاعات والخصومات .
📌 عبادته : كان رحمه الله كثير العبادة لمولاه قلبه معلق بالمساجد لسانه رطبا بذكر الله في جميع أحواله مظهره وهيئته تذكر من يراه بالله تعالى والسلف الصالح وإذا قرأ القرآن الكريم أو لهج لسانه بالذكر له نبره روحانية تجذب العقول والقلوب ومن شدة تعلقه بالمسجد والذكر والعباده كان يصدع بالاذان والذكر على سريره في المستشفى أثناء الغيبوبه التي أصيب بها بسبب الحادث المروري .
📌 أخلاقه : كان رحمه الله بشوش الوجه رحب الصدر لاتفارق البسمة محياه يحب المزاح الخفيف واصلا للرحم حتى إنه ومع كبر سنه يسافر الى المكلا وعدن لزيارة أقاربه.
وكان رحمه الله راويا لكثير من القصص الهادفه والقصص الفكاهيه عن أهل الزمن الماضي وكان متأثرا باساليب حياتهم الفطرية فكانت مجالسه الاجتماعيه لاتخلو من ذكرهم وذكر أعمالهم وقصصهم له أسلوب بديع وعجيب في سرد قصصهم واخبارهم فإذا كان في مجلس ترك الحاضرون له الكلام لما فيه من الحكم والفوائد والقصص المسليه التي تخفف من آلامهم وهموهم فلايملون من مجالسته وحديثه .
لايغتاب احدا ولا يشتم حتى في نصحه وإرشاده .
📌 أبا للجميع : كان كما قلت مربيا لجميع أبناء بلده على الفضائل مرشدا لهم إلى فعل الخيرات معلما لهم صفات الرجوله والإحساس بالمسؤولية وإذا رأى من أحدهم خلق سيئ وجهه بالأسلوب الذي يناسبه لايمل من نصحهم وإرشادهم فكان فعلا أبا للجميع فلاتجد احدا يناديه بإسمه مجردا بل ينادونه جميعا كبارا وصغارا رجالا ونساءا ( أباه عبدالله) وان كانت هذه الكلمه تقال عادة في وادينا لكل كبير سن لكنها بدأت تندثر هذه العاده الحسنه الا في شيخنا عبدالله اشتهر بها أكثر من غيره فربما يناودن غيره الذين في سنه بعم فلان أو أبو فلان اما هو فلا ينادى الابها .
📌 تلاميذه : هم كثير ونذكر منهم د/ عبدالله بارضوان وإخوانه سعيد وسالم ومحمد وأبوبكر وابنه المهندس خالد والشيخ سالم مبارك باشميل واخوانه والشيخ محمد علوي الجفري وفيصل وصالح ابناء حسن باحسن وأبناء البابطاط والبادومان ومحمد علي باحشب وعمر سالم محروس و سالم بن شامخ و احمد بادويس واحمد سالم بامكرمان وحسن وحسين أبناء محمد جمل الليل وغيرهم الكثير ولاتجد احدا من الاجيال التي ادركها الا وله بعدالله فضل عليه فجزاه الله عن الجميع خير الجزاء
📌 وفاته : في يوم الخميس ١/ ربيع الاول ١٤٤٣ه الموافق ٧/ اكتوبر ٢٠٢١م عم الحزن أرجاء العرسمة كيف لا وهو شمسها وروحانيتها وركن من اركانها وثقتها عند أهل الفضل.
كانت وفاته بمدينة المكلا ودفن في مسقط رأسه العرسمة بعد حياة حافلة بتعليم القرآن ونشر العلم والدعوة إلى الله وتربية الأجيال وإقامة الكثير من المشاريع الخيرية التي عم نفعها البلاد والعباد .
وفي الختام أسأل الله أن يرحم شيخنا ووالدنا عبدالله باحسن وان يغفر له ويجعل قبره روضه من رياض الجنه ويسنكه الفردوس الأعلى إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
قاله وكتبه الغني بالله والفقير اليه تلميذه / أحمد مبارك عبدالرحيم الفقيه باشميل
الجمعة 9/3/1443

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى