الشباب والتعامل مع الوالدين

الشباب والتعامل مع الوالدين
أخبار دوعن / مقال لــ محمد بن صويلح
نسمع ونلاحظ كثيرا من الشباب في مجتمعنا عن تعاملهم بل وتمردهم مع والديهم بشكل تقشعر معه الأبدان ويشيب له شعر الرأس، تعامل وتمرد بشكل لايليق مع الوالدين الذين ربوا وتعبوا وسهروا الليالي من اجل ذلك الشاب المتمرد أو تلك الفتاة الذين يعاملون والديهم بأبشع المعاملات .
ايها الشباب اتقوا الله في والديكم فإن تلك المعاملة السيئة التي ربما لاتستطيعون أن تعاملوا بها أحد من اصدقائكم بل لن تقدروا على ذلك لكنكم قدرتم على من رباكم وتعب عليكم ويشقى ليل نهار من أجل راحتكم وتقديم لكم كل ماتريدوا بحسب استطاعتهم، أيكون هذا الجزاء مع والديكم؟.
إن معاملتكم تلك ستكون دينا سيرد لكم يوما ما حينما تكون أنت الأب وتكوني أنت الأم ولديكم الأبناء وحينها ستشعروا بحجم الألم الذي كنتم تسببوه لوالديكم أحدهما أو كليهما.
سب ولعن وشتيمة وعصيان وتمرد وكلام بذي وتكاسل عن خدمتهم والفاظ لاتليق مع من هم سببا في وجودكم بعد الله، أهكذا هي المعاملة لآباءكم وأمهاتكم الذين ينتظرون منكم كل جميل؟
ما هذا الوضع الذي وصل إليه كثير من شبابنا وربما بناتنا ايضا ؟ أيليق هذا التعامل بمن قال الله فيهم (وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا).
هذه كلمة من حرفين فقط ( أف ) نهى الله عن قولها للوالدين فكيف بمن يتعدى عليهما بأكثر من ذلك؟ ويذلهما ويهينهما ولا يخفض لهما جناح الذل من الرحمة.
ولتعلم أيها الشاب وايتها الفتاة إن رضا الله من رضا الوالدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رضا الربُّ في رضا الوالدينِ، وسخطُهُ في سخطِهما) وكذلك فلتعلموا إن تعجيل الذنوب في الدنيا سببه العقوق لقوله صلى الله عليه وسلم: (كلُّ ذنوبٍ يؤخِرُ اللهُ منها ما شاءَ إلى يومِ القيامةِ إلَّا البَغيَ، وعقوقَ الوالدَينِ، أو قطيعةَ الرَّحمِ، يُعجِلُ لصاحبِها في الدُّنيا قبلَ المَوتِ). ومن أسباب عدم دخول الجنة هو عقوق الوالدين لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخلُ الجنةَ منَّانٌ، ولا عاقٌّ، ولا مُدمِنُ خمرٍ، ولا ولدُ زِنًى).
فلتحرصوا أيها الشباب والفتيات على تغيير معاملتكم مع والديكم منذ اليوم فإنه سيكون دينا صعب تسديده عندما تصبح ابا يوما ما أو تصبحين اما، وتذكروا كل لحظة ألم أو وجع تسببوها لهم فإنها ستعود عليكم عندما تصبحوا في مكانهم، فأحسنوا معاملتكم معهم ليحسن ابناءكم معاملتهم معكم عندما تصبحوا آباء وأمهات.
صحيفة أخبار دوعن الإلكترونية
