حكاوي ريفية 006 دكتور البادية حكاوي ريفية 006 دكتور البادية ومغني الدان الاول بأرياف المكلا المرحوم باذن الله / علي باكردة الحامدي (1)
حكاوي ريفية 006
دكتور البادية حكاوي ريفية 006
دكتور البادية ومغني الدان الاول بأرياف المكلا المرحوم باذن الله / علي باكردة الحامدي
(1)
أخبار دوعن / كتبها / م/ محمد حسن الحسني
نجم حكايتنا لهذا اليوم قادم من منطقة #الهوته , التي تقع شمال شرق المكلا على بعد نحو 35كم من مدينة #المكلا , وذات البيوت الطينية , التي تعلو مساحات زراعيىة تمتد على مدى لاباس به في واد يقع اسفل القرية , مساحات زراعية تسكنها اشجار النخيل ذات الطول الفارع , ويزيديها رونقا وجمالا اخضرار اشجار #الباباي #المانجو و #الموز, والاخيره تمتاز وتميز القرية كثيرا لاسباب عدة, منها انه محصول نقدي يصدر بشكل شبه اسبوعي ليبتاع في #مكلانا والمدن المجاورة لها ضف الى ذلك طعمه اللذيذ, تسقى تلك المساحات الزراعية بماء نهر قادم من اعلى الواد, بحيث تاخذ القرية مكانا منخفضا اسفل الماء ومن هنا جاءت التسميه #الهوته, ويعلوها جبلها الاشم الذي يطل من على البيوت, بينما يفصلها عن منطقة #العرفة حيد #الوجيده المشهور .
(2)
اجتمعت ثنائية الماء والخضرة ,فانتجت جمالا وابداعا يتوارثه الاجيال بشكل دائم ومستمر في هذه البلده , في شتى مجالات الحياة الريفية التي اخذت من البساطة والعفوية والتلقائية في زمن اجداد كرام عشقوها حد الثمالة فكانت جزءا من حياتهم ومقاما فريدا من معيشتهم, احبوا المبدعين والموهوبين فكانوا يتوالدون ويعيشون في بئية العاشقين البسطاء كاكثر مايكون وارروع مماهو كائن الآن .
(3)
من جماليات الوادي وعنفوان مياه واخضرار اشجاره, تدفقت مواهب المرحوم باذن الله تعالى علي سعيد باكرده الحامدي المعروف ب #علي باسعيد , ليعم القها وتبرز فنياتها في ارجاء كل اودية ريفنا المكلاوي الجميل #شهورة #المسنى #عوج #باحاج #حمم وكل الهضاب والمرتفعات الجبليه ك #حنور #بين الجبال وغيرها ..
(4)
الراحل علي باسعيد المولود في قرية #الهوته بحدود 1920م تفرد بصوته الجميل المتميز فكان وباجماع كبير ,مغني الدان الاول في ارياف المكلا … كان رحمه الله ذو حنجرة تتنوع حبالها الصوتيه وفقا لمقامات الحان الدان والغياضي المختلفة , فتعطي لقصائد الشعراء على تلكم الالحان المتميزه للدان الحضرمي واهازيج الشرح الغياضي رونقا متميزا .. كان صوته مترجما وفيا لمشاعر شعراء عصره بشكل يجعل من القصيدة اكثر رقة واعذب لحنا واعمق معنى واغزر حكمه ,تتراقص الطيور طربا كلما شدا #علي باسعيد بصوت من الحان الدان , وتتمايل الاغصان فرحا وسرورا اذا ماغنى فنان الدان الاول … ويقف الجميع والانبهار يملاء كيانات الاستمتاع في حواسهم .. صوت جهوري عذب واضح فيه مخارج الحروف , تجعل من ساحات الانشاد ومدارات لعبة الغياضي ساحة للابهار وتقديم كل ما يمتلكة الجميع من جماليات وفنيات رقصة تلكم اللعبة ذائعة الصيت في ارياف المكلا واجزاء من مديرية دوعن .
كان ايضا راقصا بارعا في ساحات مدارة الغياضي وقناصا مجيدا يهوي اصطياد وقناصة الوعول
(5)
في عصره كان غناء الدان ورقصات الغياضي جزء اساسي من طقوس افراحهم بالزواجات او قدوم مسافر الى بلدته او في موسم الاعياد السنوية كما كانت هواية للتسلية (السلا) وراحة البال لاجداد عظام كانت حياتهم عناء يومي يكافحون فيه في ارضهم الزراعية ومراعيهم طلبا للعيش الكريم فكانت لحظاتهم مع الدان والغياضي اشبه بجرعات حماس وامل تدفعهم لتجاوز منغصات الحياة الذي وبرغم تعدد انواعهوفي ذلك الوقت الا انه كان تعب لذيذ بالنسبه لهم استطاعوا من خلاله صنع حياة كريم لهم ومستقبل اجمل لاولادهم سناتي للحديث عن معالمه في
مكان اخر من حكاياتنا ..
لذا لم يكن الغناء مهنة رزق بقدر ماكانت ساحة لتسليه ابناء جيله وملاذا يريحون على انغامها اجسادهم المنهكة وخواطر بالهم المملؤة بمصاعب جمة يتلذذون بانتصاراتهم عليها في ذلكم العهد القاسي واحدة تلو الاخرى .
وعليه فقد كان مزارعا ماهرا يحرث بنشاط وكفاح في ارضه الزراعيه ,وفي نفس الوقت خاض غمار التجارة (بيع وشراء الجلب اي الاغنام ) فكانت هاتين المهنتين ضرورتين لتوفير العيش الكريم له ولاولاده …
(6)
يستمتع العم على باسعيد كثيرا بتادية قصائد شعراء عهده الجميل وعلى رأسهم الشعراء سالم باسماعيل ,حسن برجف العكبري ,حسن ماطر , عوض باغطاء وغيرهم . بينما يرتاح ويكون اكثر القا وتفردا في الغناء اذا كان بجواره المدرف (عازف العود) الراحل عبدالله محمد باحسين الحسني الملقب ب #المصري ..
لذا يشكل الثلاثي حسن برجف وعبدالله باحسين وعلي باكردة حالة متفردة من التكامل في هذا الفن البديع في ذلكم العهد الاكثر من جميل
(7)
مما لايعلمه الكثير ان علي باسعيد كان طبيبا ماهرا في معرفة اماكن وعلاج الكسور سواء كسور الايدي او الارجل .. برغم انه لم يخض تجربة التعليم وكل كل حظه منه قراءة القران الكريم …ومع ذلك فقد تفوق في هذا المجال على كثيرين ممن امتهنوا مهنة الطب ةتحديدا هذا الجزء من تخصص #تخصص دكتور العطام .. يستطيع في تجبير الكسور دون حاجة لل #الجبس واشعة اكس لمعرفة مكان وعدد الكسور .. وطوال مشواره في هذا المجال لم يشتكي يوما كل من التجاء اليه لتجبير كسر الم به , من يد اعوجت او رجل لم يجبر كسرها …
كما كان ماهرا ايضا في خلع الاسنان بطرق بدائية سهلة اوتت ثمارها من غير الآم في ذلكم الزمن الجميل ..
فكان يطلق عليه دكتور البادية .
(8)
في عام 2008م تعرضت محافظة #حضرموت و # ارياف المكلا جزءا منها لامطار غزيرة سالت عل اثرها الوديان محدثة فيضانات ماسمي حينها ب #كارثة 2008م … فجرفت السيول الكبيرة التي ملاءت مياهها الوادي اشجار الموز والنخيل والباباي وغيرها … فذهبت مساحات زراعية كبيرة ادراج الرياح .. كان حينها وضعا كارثيا وصادما بكل ماتعنيه الكلمة من معنى. ولكن لله حكمة في كل ما قدر ..
اثروقتها كثير من قاطني قرية #الهوتة بعد تلك الكارثة الرحيل عن مسقط راسهم ومرتع صباهم , ومنهم نجم حكايتنا الذي ارتحل هو واولاده(حسن وعلي واحمد وعبدالله وحسين ) بتاريخ الاول من ابريل عام 2009م وحط رحاله في #جول الدواعن بمنطقة #الحرشيات..
فغدت #الحرشيات محطة اخرى واخيرة في حياة العم علي باسعيد , مكث فيها بقية سنوات عمرة ,حتى وافاه الأجل فجر الثاني من سبتمبر 2017م عن عمره يقترب من المائة عام ..وورى الثرى في مقبرة الحرشيات .. ربنا يغفر له ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته…
م/ محمد حسن الحسني الدان الاول بأرياف المكلا المرحوم باذن الله / علي باكردة الحامدي
(1)
نجم حكايتنا لهذا اليوم قادم من منطقة #الهوته , التي تقع شمال شرق المكلا على بعد نحو 35كم من مدينة #المكلا , وذات البيوت الطينية , التي تعلو مساحات زراعيىة تمتد على مدى لاباس به في واد يقع اسفل القرية , مساحات زراعية تسكنها اشجار النخيل ذات الطول الفارع , ويزيديها رونقا وجمالا اخضرار اشجار #الباباي #المانجو و #الموز, والاخيره تمتاز وتميز القرية كثيرا لاسباب عدة, منها انه محصول نقدي يصدر بشكل شبه اسبوعي ليبتاع في #مكلانا والمدن المجاورة لها ضف الى ذلك طعمه اللذيذ, تسقى تلك المساحات الزراعية بماء نهر قادم من اعلى الواد, بحيث تاخذ القرية مكانا منخفضا اسفل الماء ومن هنا جاءت التسميه #الهوته, ويعلوها جبلها الاشم الذي يطل من على البيوت, بينما يفصلها عن منطقة #العرفة حيد #الوجيده المشهور .
(2)
اجتمعت ثنائية الماء والخضرة ,فانتجت جمالا وابداعا يتوارثه الاجيال بشكل دائم ومستمر في هذه البلده , في شتى مجالات الحياة الريفية التي اخذت من البساطة والعفوية والتلقائية في زمن اجداد كرام عشقوها حد الثمالة فكانت جزءا من حياتهم ومقاما فريدا من معيشتهم, احبوا المبدعين والموهوبين فكانوا يتوالدون ويعيشون في بئية العاشقين البسطاء كاكثر مايكون وارروع مماهو كائن الآن .
(3)
من جماليات الوادي وعنفوان مياه واخضرار اشجاره, تدفقت مواهب المرحوم باذن الله تعالى علي سعيد باكرده الحامدي المعروف ب #علي باسعيد , ليعم القها وتبرز فنياتها في ارجاء كل اودية ريفنا المكلاوي الجميل #شهورة #المسنى #عوج #باحاج #حمم وكل الهضاب والمرتفعات الجبليه ك #حنور #بين الجبال وغيرها ..
(4)
الراحل علي باسعيد المولود في قرية #الهوته بحدود 1920م تفرد بصوته الجميل المتميز فكان وباجماع كبير ,مغني الدان الاول في ارياف المكلا … كان رحمه الله ذو حنجرة تتنوع حبالها الصوتيه وفقا لمقامات الحان الدان والغياضي المختلفة , فتعطي لقصائد الشعراء على تلكم الالحان المتميزه للدان الحضرمي واهازيج الشرح الغياضي رونقا متميزا .. كان صوته مترجما وفيا لمشاعر شعراء عصره بشكل يجعل من القصيدة اكثر رقة واعذب لحنا واعمق معنى واغزر حكمه ,تتراقص الطيور طربا كلما شدا #علي باسعيد بصوت من الحان الدان , وتتمايل الاغصان فرحا وسرورا اذا ماغنى فنان الدان الاول … ويقف الجميع والانبهار يملاء كيانات الاستمتاع في حواسهم .. صوت جهوري عذب واضح فيه مخارج الحروف , تجعل من ساحات الانشاد ومدارات لعبة الغياضي ساحة للابهار وتقديم كل ما يمتلكة الجميع من جماليات وفنيات رقصة تلكم اللعبة ذائعة الصيت في ارياف المكلا واجزاء من مديرية دوعن .
كان ايضا راقصا بارعا في ساحات مدارة الغياضي وقناصا مجيدا يهوي اصطياد وقناصة الوعول
(5)
في عصره كان غناء الدان ورقصات الغياضي جزء اساسي من طقوس افراحهم بالزواجات او قدوم مسافر الى بلدته او في موسم الاعياد السنوية كما كانت هواية للتسلية (السلا) وراحة البال لاجداد عظام كانت حياتهم عناء يومي يكافحون فيه في ارضهم الزراعية ومراعيهم طلبا للعيش الكريم فكانت لحظاتهم مع الدان والغياضي اشبه بجرعات حماس وامل تدفعهم لتجاوز منغصات الحياة الذي وبرغم تعدد انواعهوفي ذلك الوقت الا انه كان تعب لذيذ بالنسبه لهم استطاعوا من خلاله صنع حياة كريم لهم ومستقبل اجمل لاولادهم سناتي للحديث عن معالمه في
مكان اخر من حكاياتنا ..
لذا لم يكن الغناء مهنة رزق بقدر ماكانت ساحة لتسليه ابناء جيله وملاذا يريحون على انغامها اجسادهم المنهكة وخواطر بالهم المملؤة بمصاعب جمة يتلذذون بانتصاراتهم عليها في ذلكم العهد القاسي واحدة تلو الاخرى .
وعليه فقد كان مزارعا ماهرا يحرث بنشاط وكفاح في ارضه الزراعيه ,وفي نفس الوقت خاض غمار التجارة (بيع وشراء الجلب اي الاغنام ) فكانت هاتين المهنتين ضرورتين لتوفير العيش الكريم له ولاولاده …
(6)
يستمتع العم على باسعيد كثيرا بتادية قصائد شعراء عهده الجميل وعلى رأسهم الشعراء سالم باسماعيل ,حسن برجف العكبري ,حسن ماطر , عوض باغطاء وغيرهم . بينما يرتاح ويكون اكثر القا وتفردا في الغناء اذا كان بجواره المدرف (عازف العود) الراحل عبدالله محمد باحسين الحسني الملقب ب #المصري ..
لذا يشكل الثلاثي حسن برجف وعبدالله باحسين وعلي باكردة حالة متفردة من التكامل في هذا الفن البديع في ذلكم العهد الاكثر من جميل
(7)
مما لايعلمه الكثير ان علي باسعيد كان طبيبا ماهرا في معرفة اماكن وعلاج الكسور سواء كسور الايدي او الارجل .. برغم انه لم يخض تجربة التعليم وكل كل حظه منه قراءة القران الكريم …ومع ذلك فقد تفوق في هذا المجال على كثيرين ممن امتهنوا مهنة الطب ةتحديدا هذا الجزء من تخصص #تخصص دكتور العطام .. يستطيع في تجبير الكسور دون حاجة لل #الجبس واشعة اكس لمعرفة مكان وعدد الكسور .. وطوال مشواره في هذا المجال لم يشتكي يوما كل من التجاء اليه لتجبير كسر الم به , من يد اعوجت او رجل لم يجبر كسرها …
كما كان ماهرا ايضا في خلع الاسنان بطرق بدائية سهلة اوتت ثمارها من غير الآم في ذلكم الزمن الجميل ..
فكان يطلق عليه دكتور البادية .
(8)
في عام 2008م تعرضت محافظة #حضرموت و # ارياف المكلا جزءا منها لامطار غزيرة سالت عل اثرها الوديان محدثة فيضانات ماسمي حينها ب #كارثة 2008م … فجرفت السيول الكبيرة التي ملاءت مياهها الوادي اشجار الموز والنخيل والباباي وغيرها … فذهبت مساحات زراعية كبيرة ادراج الرياح .. كان حينها وضعا كارثيا وصادما بكل ماتعنيه الكلمة من معنى. ولكن لله حكمة في كل ما قدر ..
اثروقتها كثير من قاطني قرية #الهوتة بعد تلك الكارثة الرحيل عن مسقط راسهم ومرتع صباهم , ومنهم نجم حكايتنا الذي ارتحل هو واولاده(حسن وعلي واحمد وعبدالله وحسين ) بتاريخ الاول من ابريل عام 2009م وحط رحاله في #جول الدواعن بمنطقة #الحرشيات..
فغدت #الحرشيات محطة اخرى واخيرة في حياة العم علي باسعيد , مكث فيها بقية سنوات عمرة ,حتى وافاه الأجل فجر الثاني من سبتمبر 2017م عن عمره يقترب من المائة عام ..وورى الثرى في مقبرة الحرشيات .. ربنا يغفر له ويتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته…