حكمة قالها أجدادنا [ ما شي كما التمر في الدار ]
حكمة قالها أجدادنا [ ما شي كما التمر في الدار ]
سيئون / جمعان دويل بن سعيد
التمر هو ثمرة أشجار نخيل التمر وهو أحد الثمار الشهيرة بقيمتها الغذائية
العالية وهي فاكهة صيفية تنتشر في الوطن العربي. وقد اعتمد العرب قديما
في حياتهم اليومية عليها، والتمر تأخذ شكلا بيضاويا ويتفاوت مقاسها ما
بين 20 إلى 60 مم طولا و 8 إلى 30 مم قطرا، تتكون الثمرة الناضجة من نواة
صلبة محاطة بغلاف ورقي يسمى القِطْمِير يفصل النواة عن القسم اللحمي الذي
يؤكل .
والتمر هو ثمرة النخيل الذي حنَّ جذعُها إلى رسول الله -صلى الله عليه
وسلم لما فارقه حبًّا فيه وشوقًا إلى قربه، بعد أن كان يَستند إليه في
خطبة الجمعة، هي النخلة التي نزلت تحتها الصديقة مريم لما ولدتْ نبيَّ
الله عيسى – عليه السلام.
وكما قال تعالى: ﴿ فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ
قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا *
فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ
تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ
عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾ [ مريم: 23 – 25 ].
فلماذا كانت النخلة وكان الرطب؟
إنه إعجاز إلهيٌّ، ودعوة مِن الحق – سبحانه وتعالى – كي نفكِّر ونتأمل
ونبحث عن السر في ذلك، فقد جاءت الأبحاث الطبية لتكشف عن آثار الرطب التي
تَعدل آثار العقاقير المُيسِّرة لعملية الولادة، والتي تَكفُل سلامة الأم
والجنين معًا، وقد وُجِد أن التمر يحوي مادة تُنبِّه تقلصات الرحم،
وتَزيد مِن انقباضها، خاصة أثناء الولادة، وهذه المادة تُشبِه هرمون
الأوكسي توسين، فتساعد على الولادة مِن جِهة، وتقلِّل كمية النزف الحاصل
مِن جهة أخرى بعد الولادة، ويساعد أيضًا هذا الهرمون على استعادة
الرَّحِم لحجمِه الطبيعي، ويُسهِم بشكل فعّال في عملية إدرار الحليب
للمولود. ويستخدم إلى وقت قريب وبكثرة ويعطى للأم الحامل والنفاس
والاطفال بشكل عصير ( بمزج حبيبات من التمر مع الماء ) ويسمى ( المريس )
ولازالت بعض الاسر تتعاطاه الى يومنا هذا بوادي حضرموت وبالأخص التمر نوع
يسمى ( الحمرا ) .
والحقيقة العِلمية التي تمَّ اكتِشافُها، أن في أكل التمر وترًا فائدةً
عظيمة غابت عن الكل، اكتشفها طبيب أمريكي بعد أن قرأ في كتاب الطبِّ
النبويِّ، وهي أنك إذا تناولت التمر وترًا – عددًا فرديًّا؛ واحدة أو
ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا – تحول إلى طاقة كربوهيدرات في جسمك، على العكس
لو تناولته عددًا زوجيًّا؛ فإنه سيتحول إلى سكاكر وبوتاسيوم يؤثِّر على
الجسم ووظائف الكُلى .
ويحوي التمر العناصر الغذائية الآتية:
• الجلكوز: سكريات حُلوة الطعم متبلورة، تذوب في الماء، تُولِّد الطاقة
التي تُستخدَم في تسيير كثير مِن التفاعلات الحيوية التي تَجري داخل
الخلايا.
• الفركتوز: يتميَّز بعدم حاجته إلى أنسولين عند استخدامه في إنتاج
الطاقة، وبالتالي لا يُمثِّل عبئًا على مرضى السكر( مرض البول السكري) .
• الألياف: أهمُّها السيلوز والهيموسيليليوز والبكتين، ولها دورها في
منْع أمراض سوء الهضم والإمساك وأمراض القَولون.
• العناصر المعدنية: خاصة (البوتاسيوم) الذي يُساعد على التفكير، و(
الفوسفور) اللازم لاستمرار الحياة وانتظام نبضات القلب ونقل الإشارات
العصبية، و( الحديد) الذي يدخل في تكوين هيموجلين الدم، ( الكالسيوم )
الذي يدخل في تكوين العظام والأسنان، كما أنه ضروريٌّ لكل ضربة مِن ضربات
القلب، ونقص الكالسيوم يؤدِّي إلى اضطراب في الجهاز العصبي والعضَلي،
وتَحوي ثمار البلح عنصر( اليود) الذي يُنشِّط الغدة الدرقية والهرمون
الخاص بها.
ويحتوي التمر على بعض الفيتامينات الهامة للجسم:
• فيتامين أ: فيتامين الإبصار، ضروري لسلامة وصحة الجلد، يدخل في عمليات
التمثيل الغذائي داخل الخلايا .
• فيتامين د: مضادٌّ لمرض الكُساح، يُحافظ على تركيز الكالسيوم في الدم،
له دور في حركة العضلات والفعل الحيوي للغُدد.
• فيتامين ب1: ضروري للمحافظة على سلامة الأعصاب، ونقصُه يؤدي إلى فقدان الشهية.
• فيتامين ب3: يقي من مرض البلاجرا، نقصه يؤدي إلى اضطراب الأعصاب،
والصداع، وضعف الذاكرة.
• حمض البانثوثينييك: فيتامين مضادٌّ للإجهاد، ويساعد في عمليات التمثيل
الغذائي، نقصه يؤدي إلى اضطراب في عمليات التمثيل الغذائي، وتَساقُط شعر
الرأس.
• حمض الفوليك: وهو العامل المضاد للأنيميا الحادة، يلعب دورًا هامًّا في
تخليق الأحماض النووية، يقي مِن مرض تصلُّب الشرايين.
ابرز فوائد التمر
1. مقوي عام للجسم ويعالج فقر الدم ويمنع اضطراب الأعصاب لما يحتويه من
نسبة عالية من السكر والبوتاسيوم.
2. زيادة إفراز الهرمونات التي تحفز إفراز الحليب للمرضعة (مثل هرمون برو
لاكتين) وذلك لما يحتويه من جليسي وثريونين .
3. يستخدم لعلاج حالات الإمساك المزمن لتنشيطه حركة الأمعاء ومرونتها بما
تحتويه من ألياف سيليولوزية.
4. الوقاية من السرطان : يعتبر التمر والرطب من أهم الأغذية التي تلعب
دورا وقائيا ضد مرض السرطان وذلك لما تحتويه من فينولات ومضادات أكسدة.
5. تنشيط الجهاز المناعي: إن التمر من أهم الأغذية الغنية في محتواها من
المركبات التي تنشيط الجهاز المناعي، فهي غنية في محتواها من مركب “بيتا
1-3 دى جلوكان” ومن أهم فوائد هذا المركب تنشيط الجهاز المناعي بالجسم
وأيضا لها مقدرة على الاتحاد والإحاطة والتغليف للمواد الغريبة بالجسم.
وكذلك يتعرف على مخلفات الخلايا المدمرة بالجسم نتيجة تعرضها للأشعة (مثل
أشعة الحاسب الآلي أو أشعة اكس الطبية أو أشعة التليفون الجوال أو الأشعة
فوق البنفسجية أو الأشعة المنبعثة من الرحلات الجوية) ويحتويها ويدمرها.
6. يحتوي على الفيتامين [ ب1 ٍ] [ ب2 ] [ ب ب ٍ] ومن شأن هذه الفيتامينات
تقوية الأعصاب وتليين الأوعية الدموية وترطيب الأمعاء وحفظها من الالتهاب
والضعف.
7. غني بالفوسفور بنسبة عالية.
8. يحفظ رطوبة العين وبريقها ويمنع الغشاوة الليلية ويجعل البصر نافذاًً
وثاقباً في الليل فضلاً عن النهار.
9. يفيد الشيوخ الذين بدؤوا يعانون قلة السمع والشعور بطنين الآذان أو
بالأصح ضعف الأعصاب السمعية.
10. يضفي السكينة والدعة على النفوس القلقة المضطربة.
11. تستطيع المعدة هضم التمر وامتصاص السكاكر الموجودة فيه خلال ساعة أو
بضع الساعة.
الفرق بين التمر والرطب
الرطب
يمتاز بكثرة الماء به، وقشرته تبدأ تزول بعض الشيء عن لبه، والرطب هو
المرحلة التي تأتي بعد البسر.
التمر
يمتاز بتجعد قشرته الخارجية، وجفاف لبه بسبب خسرانه كميات وفيرة من
الماء، والتمر هو المرحلة التي تأتي بعد الرطب. القيمة الغذائية التمر
مركز بقيمة غذائية كبيرة مقارنة بالرطب، وذلك لأن نسبة الماء في التمر
12%، والرطب تصل إلى 52%.
يحتوي التمر على كربوهيدرات تصل إلى سبعة وخمسين بالمائة، بينما تبلغ
نسبة الرطب في الكربوهيدرات سبعاً وعشرين بالمائة. التمر غني بكميات
وفيرة من السعرات الحرارية، بمقارنة بالرطب، حيث إن السعرات الحرارية في
التمر ضعف الموجودة في التمر. الرطب يحتوي على ضعف ما يحتويه التمر من
حمض الفوليك، وهذا الحمض مفيد بصورة كبيرة لصحة الجنين، وذلك لأنه غني
بكمية مناسبة من فيتامين جـ. التمر يحتوي على واحد بالمائة من مكوناته من
الحديد. الرطب غني بكمية من الألياف تقدر بنصف الكمية الموجودة في التمر.
واقع شجرة النخيل في وادي حضرموت
تدمع الأعين وتنحبس الانفاس خلال مشاهدتك لتلك المشاهد التي تعودتّها
أعيننا من مناظر جميلة وساحات خضراء من النخيل منها لقي حتفها ومنها من
ينتظر في جريمة ترتكب في وضح النهار والجميع شاهد عيان دون تحريك ساكن
ولكن الجشع وللامبالاة في العواقب الربانية والبيئية التي لا يدركها
الجميع والذي نسأل الله اللطف والعافية ان يرحمنا برحمة الاتقياء
والمتصدقين والمحسنين والشيوخ والمرضى ان تقينا تلك العواقب .
وشكلت شجرة النخيل أهمية كبيرة في وادي حضرموت خاصة ، ويتجلى مدى
الاحترام والتقدير والمحبة والعشق الذي يكنه أهل هذه المنطقة لهذه الشجرة
بتغنيهم بها في أشعارهم واتخاذها رمزاً من رموزهم منذ القدم ، وكانت
شعارا للجنوب في عملته الورقية المتداولة , وفضلاً عن أن وجبة التمر تشكل
مادة غذائية غنية ومهمة ، إلا أن أهمية شجرة النخيل تتعدى هذا الأمر فلها
رموز ودلالات خاصة كثيرة .
واحتلت شجرة النخيل مكانة مرموقة ومحورية ، فهي الغذاء الطيب المبارك
والشجرة المباركة، وكان اسلافنا يستخدمون النخيل لأغراض عديدة منها
المأكل والمأوى في فترتي الشتاء والصيف، فكانت جذوعها واوراقها تستخدم في
بناء المنازل ، كما تم استخدامها كفراش ، فضلا عن كونها مصدراً رئيسياً
ومفيداً للغذاء والطاقة ، وكانت عماد الحياة في المنطقة الجافة القاحلة
حيث لا تقوى العديد من النباتات والأشجار على تحمل ظروف الجفاف هذه، إلا
النخلة تقف بقوة وجبروت تعانق عنان السماء, وكانوا اجدادنا شهودا على ذلك
عندما كان التمر الغذاء الاساسي والرئيسي في وقت المجاعة التي شهدتها
مناطق حضرموت في اربعينيات القرن الماضي , وقد ورد ذكر شجرة النخيل
وثمارها وفوائدها في عدد من الآيات في القرآن الكريم مما يدل على أهمية
هذه الشجرة المباركة ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يجوع أهل
بيت عندهم التمر) مما يدل على أن التمر هو صنف غذائي أساسي لا غنى عنه،
مما سلف ذكرة فأن النخلة في وادي حضرموت قل الاهتمام بها بل وصل إلى درجة
جرفها وحرقها وقطع المياه عنها لتجف وذلك لغرض الكسب المالي في جعل
موقعها مخططات سكانية دون تحريك ساكن من الجهات المختصة بينما وصل الحال
ايضا بأن كثير من المواقع الزراعية التي وقفها ملاكها من حر مالهم إلى
المساجد والجوامع لتغطية مصاريفها قطعت وحرقت بموافقة الاوقاف الذي
استثمرها بالبيع ناهيك عن مزارع اخرى في عموم وادي حضرموت جفت تعمدا
وبيعها مواقع سكنية بنظر إدارة الزراعة ومباركة إدارة العقار , في يوم من
الايام كان الاكتفاء الذاتي من مادة التمور لجميع سكان الوادي ولكن اليوم
للأسف غالبية السكان ينتظر كل رمضان التمور الواردة من دول الجوار .
وهذه الشجرة الطيبة المباركة التي وردت فيها رواية عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال (أكرموا عمتكم النخلة، فإنها خلقت من فضلة طينة أبيكم
آدم، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة ولدت تحتها مريم ابنة
عمران، فأطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فتمر )
فهل نكرم عمتنا النخلة ونحافظ عليها من الضياع والتلف والانقراض ونوقف ما
يحصل لها بوادينا ؟ سؤال يوجه لجهات الاختصاص من اعلى هرم في السلطة إلى
اصغرها ..
المراجع
• وكيبيديا الموسوعة الحرة
• موقع // موضوع //
• موقع // الاهرام الاسلامي //
• موقع // الألوكة الثقافية //
• مقال سابق لي بعنوان (من المتهم في إغتيال عمتنا واولادها بوادي حضرموت )