كهرباء دوعن .. الحصان والجزرة
كهرباء دوعن .. الحصان والجزرة
اخبار دوعن /كتب / يوسف عمر باسنبل
دخلنا عام 2020م ولازالت كهرباء دوعن على ماهي عليه، وأصبحت الكتابة عن حال أشبه بالتكرار الممل، ومع إقتراب فصل الصيف المتزامن مع شهر رمضان، تجددت المخاوف لدى المواطن الدوعني ، خوفا من تكرار المأساة الملهاة للسنوات الماضية ، لانهم كانوا يأملون بأن ينعم المواطن الدوعني برمضان وصيف ٍ بارد ، ولكنهم عاشوا داخل كوابيس الطفي , وهم معلقين بخبر ربط دوعن بالكهرباء الغازية ، وفق توجيهات محافظ المحافظة قبل عامين، التي ظل بعضها حبيس أدراج المسؤولين إلى اليوم، لأنه لم يروق للبعض ربط دوعن التائهة بين الساحل وإمبراطورية كهرباء وادي حضرموت ، لتعود لعبة الجزرة والحصان ، واستمرار إنقطاع التيار الكهربائي في فصل الشتاء هذا العام , ، وقد تكون بروفة لقطع التيار في شهر رمضان .
خلال السنوات الماضية , عانى أبناء دوعن الأمرّين , ودخلوا متاهات إنقطاع الكهرباء في شهر رمضان وأيام الأعياد , لأن شركة بترومسيلة تفاجئهم بتوقف المنحة وعدم قدرتها على تزويدهم بمادة الديزل لتصبح حكايتها مثل حكاية الحصان والجزرة ومن يسبق الآخر, وتنتهي فصول الحكاية بتدخل المحافظ وتنعاد الكرّة مجددا , حتى باتت القصة معروفة لدى الجميع الصغير والكبير.
وعند إنقطاع التيار الكهربائي تبدأ الأصوات تتعالى , ويظهر المنظرون والمدّعون حبّهم لدوعن والمتباكون على اللبن المسكوب , لكنها في الأخير تبقى أصوات تختفي مع أول إعادة للتشغيل وتتوقف العقول عن التفكير في إيجاد حلول وفي إنتظار إنقطاع التيار مرة أخرى لتتعالى الأصوات ..
الصيف الماضي انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي صورة لجلب الماء على الحمير في إحدى مناطق دوعن , وهي خير دليل على حجم معاناة أبناء دوعن من الطفي لمدة 18 ساعة والاكتفاء بتشغيلها 6 ساعات مسائية .. صورة الحمار تعني إعادة لواقع الحياة لما قبل أكثر من 30 سنة ولم تعد ترى إلا في النادر .. التشغيل لمدة 6 ساعات كانت تعتبر معاناة وكارثة تمارس بحق أبناء دوعن , ويبقى المواطن الدوعني الغلبان الضحية , حيث تحمل إنقطاع التيار الكهربائي بالكامل لفترات طويلة خسر فيها مبالغ باهظة لتوفير الديزل وشراء الثلج , وسط معاناة لن يشعر بها إلا من يكابدها يومياً ويتجرّعون مرارة دون أية بوادر لتحسين الوضع مستقبلا ً .
كهرباء دوعن قضية ما تحملها ملف وبحاجة إلى عقد ورشة عمل لإيجاد مخرج منها , إذا ما وضعنا في الحسبان قضية المولدات والعمر الافتراضي , ومدى استمراريتها في المدى القريب وصلاحيتها وإيجاد حل مقنع لمشكلة الديزل , وتحتاج لوقفة من محافظ حضرموت لضم دوعن ضمن كهرباء الدولة , وربطها بمحطة كهرباء وادي حضرموت لتكون مسؤولية دولة , ويكون لأبناء دوعن مثل ما لبقية أبناء محافظة حضرموت من حقوق بعدما أغفل الزمن الكثير من حقوقهم وتكفل المغتربين بتغطية عجز الدولة في الحكومات السابقة ..
ودامت دوعن منورة بأهلها .