مرض التصلب المتعدد قد يكون “مرتبطاً بالنقص الوراثي لفيتامين دي”
أخبار دوعن/ بي بي سي
توصل بحث علمي موسع إلى أن إن الأشخاص الذي لديهم انخفاض في مستوى “فيتامين دي” لأسباب وراثية قد يكونون أكثر عرضة من غيرهم، للإصابة بمرض التصلب المتعدد Multiple Sclerosis.
واعتمدت الدراسة على تحليل الحامض النووي (دي إن إيه)، لعشرات الآلاف من الأشخاص ذوي الأصول الأوربية.
وعززت نتائجها من النظرية القائلة أن فيتامين دي الذي تساعد أشعة الشمس على تكوينه في الجسم، يلعب دورا في ما يتعلق بمرض التصلب المتعدد.
ويقول الخبراء أن الأمر لا يزال قيد التحقق ولم تقل فيه الكلمة الفصل بعد.
ويرجح العلماء أن تكون عوامل بيئية ووراثية تقف وراء هذا المرض، الذي يصيب أعصاب المخ والحبل الشوكي.
وإذا كنت تعتقد أنك لا تحصل على القدر الكافي من “فيتامين دي”، سواء من أشعة الشمس أو من نظامك الغذائي، فعليك أن تناقش ذلك مع طبيبك الخاص، لكن يجب الانتباه أيضا إلى أن أخذ كميات اكثر من اللازم من هذا الفيتامين قد ينطوي على مخاطر.
فيتامين د
مهم لصحة العظام.
يصنعه جسم الإنسان في الجلد، من من خلال التعرض لأشعة الشمس، لكن بعضا منه يأتي من نظامنا الغذائي.
من المصادر الغذائية الغنية بذلك الفيتامين: الأسماك الدهنية، البيض، وحبوب الإفطار المركزة.
بعض الأشخاص، من بينهم كبار السن والنساء الحوامل والمرضعات والأطفال الرضع والأطفال الأقل من خمس سنوات والأشخاص الذين لا يتعرضون لضوء الشمس بشكل كاف، ربما يحتاجون لكميات أكبر من فيتامين د. <span >
وتشير الدراسات العلمية من مناطق مختلفة في العالم إلى أن مرض التصلب المتعدد أكثر شيوعا، في الدول غير المشمسة بشكل كاف والبعيدة عن خط الاستواء.
لكن لم يتضح بعد إذا ما كانت العلاقة بين هذين الأمرين علاقة سببية، فهناك عوامل أخرى قد تلعب دورا.
ولفهم أفضل لهذا الارتباط، قارن باحثون بجامعة ماكغيل في كندا بين انتشار مرض التصلب المتعدد في مجموعة كبيرة من الأوربيين، بعضهم لديه ميل وراثي لنقص فيتامين د والبعض الآخر ليس لديه هذا الميل.
وكان نمط التباين الوراثي في العينة عشوائيا للغاية، الأمر الذي يفترض معه أن أي ارتباط يتم اكتشافه يجب أن يكون موثوقا.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية بلوس الطبية.
وأشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين وجد عبر تحليل دمهم أنهم لديهم مستويات أقل من فيتامين دي، بسبب عوامل وراثية، كانوا أكثر عرضة بكثير للإصابة بمرض التصلب المتعدد، مقارنة بغيرهم من الأفراد الذين ليس لديهم هذه العوامل الوراثية.
وتقول الدكتورة سوزان كولهاس، من جمعية مرض التصلب المتعدد: “هناك العديد من الأسئلة التي لم تجد إجابة بعد حول أسباب الإصابة بمرض التصلب المتعدد، ولذلك فإن هذه الدراسة واسعة النطاق تعد خطوة مثيرة، باتجاه فهم المزيد حول الطبيعة المعقدة للعوامل الوراثية والبيئية التي تسهم في ذلك”.
وأضافت: “هناك إرشادات حكومية حول المقدار اللازم الذي يجب أن يحصل عليه الفرد من فيتامين دي، لكن تناول مقدار أكثر مما ينبغي قد يؤدي إلى أعراض جانبية، ولذلك نحن نشجع الأشخاص على التحدث إلى أطبائهم إذا اعتقدوا أنهم يفعلون ذلك”.
واختتمت: “نرحب بمزيد من الدراسات في هذا المجال، لأننا نعلم بمدى أهيتمها بالنسبة للأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد”.
ويقول البروفيسور داني ألتمان أستاذ علم المناعة في إمبريال كوليدج في لندن: “فيتامين دي رخيص نسبيا وآمن، والكثير منا سيكونون أصحاء تماما، إذا حصلوا منه على المستويات التي كان يحصل عليها أجدادنا، حينما كانوا يتجولون عراة في المناطق المفتوحة ذات المناخات المعتدلة، ويأكلون نظاما غذائيا متنوعا يتضمن الأسماك الدهنية”.
وأضاف: “ربما يكون من الصعب توقع أن يوقف العلاج بـ “فيتامين دي” مرض التصلب المتعدد أو يقضي عليه، لكن هذا البحث سيعزز من النقاش حول إضافة الفيتامين بصورة روتينية للمواد الغذائية، كإجراء وقائي واسع من إجراءات الصحة العامة”.
وتبحث السلطات المختصة في بريطانيا، حاليا، ما إذا كان على الحكومة أن توصي بإعطاء مقادير إضافية من فيتامين دي للسكان في المملكة المتحدة التي لا تحظى بما يكفي من أشعة الشمس