مقالات وكتابات رأي

إجازة وفراغ بين فساد وضياع

إجازة وفراغ بين فساد وضياع

اخبار دوعن /كتب/حسين باحفص

من أعظم أسباب الضياع والفساد والدخول في الصراعات النفسية والاضطرابات الشيطانية هو الفراغ ، فاحذر ثم احذر الفراغ، ولا تدع نفسك في هذه الإجازة دون عمل مفيد في دينك أو دنياك، وإن لم تجد الصديق ولا القريب، فالزم برنامجا علميا يفيدك وينفعك ويشغلك عن الشيطان ووسوسته، لإن الشيطان لن يقف مكتوف الأيدي في وقت فراغك بل سيأتي ويُدخل الهواجس في ذهنك، ويحاول تبديد الغيوم التي في رأسك، لكن بطريقته الشيطانية

فتجد الكثير من أبناء المسلمين في وقتنا الحاضر، ما إن تأتي الإجازة حتى يقوم بتجميع بعض المسلسلات والأفلام التي يُجهزها، لكي يقوم بمشاهدتها في وقت فراغه، في حين أن البعض يقوم بتجهيز عده كتب ليقرأها ليقرأ من خلالها واقعنا الذي نعيشه ،وبعضهم يدخل في جلسات نقاش حتى يستفيد من غيره، وحتى أن البعض يدخل في حلقات تحفيظ قرآن ليستفيد من وقت فراغة بما يملئ صحيفته من أعمال صالحة

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ)
قال الشافعي في أسس التربية هذه الكلمة الرائعة: (إذا لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل)
إذا لم تَدُر في حركة سريعة من مشروعات الخير والسعي والإنتاج المنظّم لم تلبث أن تنهبها الأفكار الطائشة، وأن تلُفّها في دوامة من الترهات والمهازل وأفضل ما تصون به حياة إنسان أن ترسم له منهاجاً يستغرق أوقاته، ولا تترك فرصة للشيطان أن يتطرق إليه بوسوسة أو إضلال

عندما سقطت العاصمة الفرنسية “باريس” على يد النازيين عام 1940، زار هتلر قبر نابليون بونابرت و انحنى له بكل أحترام قائلاً له : “عزيزي نابليون، سامحني لأني هزمت بلدك، لكن يجب أن تعرف أن شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع و البنادق”
هذا القول ينطبق اليوم تماماً علي شعوب مشغولة بالمسلسلات و الأفلام و الأغاني وتوافه الأمور ، بينما يعمل غيرها اليوم على دس السم في العسل ، مما أظهر لنا جيلاً بعيداً عن الدين ، بل جيلاً إنهزامياً يستحي من كل ما له صلة بالإسلام.

فحوى الكلام، يجب علينا أن نستغل مثل هذه الإجازات في كل ماينفعنا ويطور قدراتنا بل وحتى يصقل فكرنا الذي أصبح هشاً لايعلم مايدور حوله،
الإنسان مثل الزجاجة إذا لم يمتلئ بشي، ملئ بالهواء

زر الذهاب إلى الأعلى