مقالات وكتابات رأي
هذا هو الحبيب مشهور بن حفيظ !!!

هذا هو الحبيب مشهور بن حفيظ !!!
اخبار دوعن / بقلم / أحمد سعد الخطيب
- الحبيب مشهور بن حفيظ … رجل دين وعلم وفضل وصلاح وتقوى وعبادة وخلق ذا صفات فريدة وسجايا حميدة قلّ أن تجدها في غيره ، افنى سنوات عمره والتي تفوق الـ 80 سنه في نفع العباد والبلاد وارادة الخير والنفع فأمنيته اسعاد البشرية وادخال السرور عليهم ، تقرأ في وجهه صفحات من التاريخ وحياة حافلة بالعطاء والكفاح والجد والاجتهاد والجهاد وقول الحق يصعب خزلها في هذه الأسطر القلائل .
- الحبيب مشهور بن حفيظ .. هو الرجل الأكبر لشهيد الدعوة الحبيب العلّامة محمد بن سالم بن حفيظ والذي ينتمي نسباً لأسرة الشيخ أبي بكر بن سالم القبيلة العريقة والتليدة قبيلة الفضل والإحسان بأرض حضرموت والعالم أجمع ، وتنتمي هذه الأسرة للإمام المهاجر حفيد بيت النبوة الذي وطأ حضرموت قبل أكثر من 1100 سنة ، وهو جد العلويين الذين طافوا شرق الأرض ومغربها لنشر الإسلام وقيمه السمحاء ، فمن سلالته الأولياء التسعة الذين كانوا سبباً في إسلام شرق آسيا .
- الحبيب مشهور بن حفيظ … هو الرجل الأول في الغنّاء تريم في إصلاح ذات البين والصلح بين القبائل من مختلف المدن والمحافظات فكم من أسرة أعاد البسمة إليها وكم من فرقاء جمعهم وألّف شملهم وكم من دماء صانها وحفظها ، وهو بحق رجل الدين الأول الأكثر معايشة واختلاطاً بالواقع فجبره بخاطر الصغير والكبير سمة له فأحياناً تمر أياماً لا يأكل في بيته تلبية ومشاركة للناس أفراحهم وأتراحهم دون تمييز او تفريق فتراه في معظم المناسبات عند مختلف الطوائف والقبائل رغم كبر سنه فديدنه جبر الخواطر فابتسامته الساحرة بلسم ومرهم للعل .
- الحبيب مشهور بن حفيظ … هو الرجل الذي وهب نفسه ووقته وماله في خدمة الناس وقضاياهم المختلفة الدينية والإجتماعية وغيرها فهو رجل العلم والمعرفة والتعليم فدروساً عديدة يلقيها في اليوم الواحد دون كلل أو ملل لعشرات السنين في المساجد والأربطة والمعاهد ودور العلم وقد اختلط العلم بفنونه المختلفة بدمه ولحمه ويتميز بشرحه البسيط للمسائل واسلوبه الفريد في التعليم ومعظم الدعاة والعلماء في الغناء تريم والوادي قد أخذوا من علمه وتتلمذوا عليه ، وهو رجل الفتوى الاول في الغناء تريم وهو من يرأس مجلس فتواها ويقصد بيته يومياً العشرات من السائلين والباحثين أمور دينهم ويستقبلهم بطيب نفس ومحبة وابتسامة جميلة تسحر الناظر إليها ، فيمكن أن نصفه بالطائر الذي يطير عند شروق الشمس ويعود لمسكنه عند حلول الظلام .
- الحبيب مشهور بن حفيظ … هو المدرسة الكبيرة في البساطة والتواضع ومحبة الصغير والكبير فمنذ أن عرفته من صغري وهو ذلك الإنسان البسيط الذي يملك قلباً غنياً بربه وبمحبة الناس وإرادة النفع لهم والحرص عليهم والسؤال عنهم وتفقد أحوالهم ولذا نال مكانة في قلوب الصغار والكبار وأحبّه الجميع فتراه في صدر جميع مناسباتهم المختلفة.
- الحبيب مشهور بن حفيظ … هو رجل الوسطية والإعتدال والمحبة والسلام والتسامح والتربية والتعليم ، فلست مبالغاً إن قلت أن العالم أجمع يشهد فضله فطلابه في جميع الأصقاع والأقطار ينثرون ويزرعون هذه المبادئ، وهو يحظى بمكانة كبيرة في قلوب الكثيرين من الناس داخل اليمن وخارجها ، وهو رجل المواقف والآراء الثابتة التي لا تتغير بتغير الزمان وتقلباته فقد ورث ذلك من أبيه الشهيد ، فمنذ معرفتي به منذ الصغر لم أسمع منه أي دعوة سياسية أو عنصرية أو مذهبية أو طائفيه أو إقصائية ودعوته التي يعلّمها أتباعه ومحبيه أن يحفظوا أيديهم من الدم وألسنتهم من الذم وأن تكون آرائهم وأفكارهم وتصرفاتهم وفق المنهج النبوي المعتدل بعيداً عن الأهواء والمصالح الشخصية أو العواطف والإنفعالات الوقتية ويدعوهم دائماً الى إحياء لغة العلم ونشره في الآفاق .
- الحبيب مشهور بن حفيظ … هو الرجل الأكثر حرصاً على تماسك المجتمعات والحفاظ عليها سواءاً أسر أو أفراد نساءاً ورجالاً صغاراً وكباراً ولذا تراه صارماً حازماً في نقد كل المظاهر السلبية والدخيلة على المجتمعات والتي بسببها دمّرت الكثير من المجتمعات وظهر التفكك الأسري ونشأ جيلاً ممسوخاً من هويته وثقافته الاصيلة ولم يكن له دور في بناء نفسه أو مجتمعه ، والجميع يشهد بفضله وبحرصه على مدينته الغناء تريم فبه حفظت الكثير من العادات ، فهمّه الأول والأخير أن تكون تريم المنارة العلمية والتربوية والروحية وان تكون مدينة التآلف والتراحم والمحبة .
أخيراً سيظل الحبيب مشهور بن حفيظ ومنهجه وفكره وآراءه مدرسة تتعلم منها الأجيال وصفحات التاريخ ستبقى شاهدة لهذه الهامة الفريدة التي أفنت حياتها في خدمة مجتمعها فهو حقاً رجل العلم والمعرفة رجل الفضل والإحسان رجل المحبة والعفو والتسامح رجل التواضع والبساطة رجل الأخلاق الفاضلة ، وهو واحد من العظماء والملهمين في عصرنا الحاضر وسيبقى نبراساً في صفحات التاريخ .
ستبكيه الغناء تريم وستبكيه مساجدها واربطتها ومناسباتها واحتفالاتها بل حتى شوارعها وسيبكيه الصغير والكبير ، وآن له أن ينام قرير العين عند اسلافه الصالحين وان يذوق النعيم الأبدي وينغمس في السعادة الحقيقة وستبقى محفورة في قلبي ما بقيت نظرتي الأخيرة له قبل موته بأيام في مقبرة زنبل وهو واقفاً شامخاً شموخ الجبال رغم كبر سنه وتعبه الشديد وصيامه ذلك اليوم وكان يتكي على اخيه الاصغر الحبيب سالم وكنت أحدث نفسي قائلاً متى يرتاح هذا الشيخ الكبير ومنذ ان عرفته وهو هكذا مواصلا للعبادة والنفع وكان ينظر الى وكأنه يسمع ما احدث به نفسي قائلاً لي هكذا يفترض ان تكونوا إذا أردتم السعادة والنجاح دنيا وأخرى .
عزائي ومواساتي لجميع إخوانه وابناءه وأحفاده وطلابه ومريديه واحبابه وللغناء تريم وأسأل الله أن يخلفه بالخلف الصالح فيهم جميعاً وان يحسن وفادته على ربه سبحانه وتعالى ونبيه المصطفى واسلافه الصالحين .
