وقفات رمضانية
اخبار دوعن / يكتبها / أحمد سالم القثمي
الحلقة الثالثة
ساعات الحسم
أكثر من أربع عشر ساعة نقضياها صياماً في هذا الشهر المبارك، تتوزع على فترات
و بين صلوات وتلاوات ونوم وعمل، والصيام هو درس لتعليم النفس الصبر إمتثالاً
للهدف العام من الصيام .
فاللبيب من عاش يوم صيامه في كنف العبادة وبين أهله ومن حوله بالكلم الطيب ،
لكن هناك ساعات حسم يجب أن يسيطر الشخص على كافة أعصابه وإنفعالته وإلا ذهب
صومه هباً منثوراً ولم يكن له إلا التعب والجوع، فتلك الساعات هي قبيل المغرب
والتي يختلط فيها الناس ببعضهم البعض لاسيما في الأسواق وأثناء جلب إحتياجات
المنزل، فقد ترى العجب العجاب من أناس وكأنهم لايوجد صائم على وجه الأرض إلا
هم، تجدهم يتشدقون بالكلام البذيء والسب والشتم لمن يقف في طريقهم ، أما إذا
كانوا في بيوتهم فلا صوت يعلو على خلقهم للمشاكل وضرب للأبناء وإنتقاد لما
يُطبخ ويُطهى، لماذا فعتلوا كذا ولم لا تجهزا كذا وكذا.
إن الصائم حقاً من سعى لإدخال البهجة والسرور على أهله ومجتمعه وهدف أساسي في
هذا الشهر الكريم ، وجعل أسلوبه ومعاملته غير الأيام الإعتيادية، هنا يجعل
إحترامه وتقديره لدى الناس سمة وقدوة يأخذها منه من عاشره.
إنتظرونا في الحلقة القادمة إن شاءالله…